mercredi 23 mars 2011

Morocco and drugs المغرب و المخدرات

Morocco and drugs 

المغرب و المخدرات

يعتبر المغرب أو المملكة الشريفة كما يحلو للبعض أن يسميها هي المنتج والمصدر الأول للحشيش في العالم حيث هناك أكثر من 134 ألف هكتار لزراعته بمختلف أنواعه، وتتوزوع هده الهكتارات بين مختلف مدن الشمال بدءا من العرائش والحسيمة والشاون وكتامة والناضور .. هده الأخيرة يتكدس في بنوكها أكبر الأرصدة الموجودة في المغرب و يكفي أن نعرف أن 76 في المائة من مداخيل الضريبة بشمال شرق المغرب تستخلص من مدينة الناضور لوحدها لنعرف أهمية هده المدينة ماليا مع العلم أن عدد ساكنتها لا يتجاوز 12 ألف نسمة ومع دلك توجد فيها سيولة مالية لا توجد حتى في الدار البيضاء العاصمة الإقصادية للملكة الشريفة !


الأرقام تشير الى أن 27 في المائة من الأراضي الزراعية في الريف تخصص لزراعة الحشيش حيث يصل الإنتاج السنوي 46,500 طن سنويا تؤمن 217 مليار سنتيم لـ 96,000 عائلة لا مورد دخل لها إلا زراعة الحشيش والمتاجرة فيه عبر الوسطاء الدين يصدرونه الى الدول الأوربية حيث يباع هناك بالأورو .


عالم الحشيش في الشمال المغربي يشبه مثلت برمودا حيث يمكن أن تضيع في أي لحظة بين سراديبه التي قد تكتشف فيها أكثر مما تكتشفه - ألس- في بلاد العجائب .


ففي الشمال المغربي لا يدخل القانون ضمن عرف أباطرة المخدرات وهم أعوان سلطة وسياسيون ورجال أعمال ومسؤولون كبار في الدولة منهم من يزال حرا طليقا ومنهم من فر الى دول الجوار حينما أدرك أن القبض عليه أصبحت مسألة وقت ومنهم من كشفت الأيام عن وجهه الآخرحيث كان آخرهؤلاء مدير أمن القصور الملكية ( إيزو ) الدي جرته أقدامه فيما أصبح يعرف بقضية بن الويدان .


الزائر لمدن الشمال لا بد أن يرى ويعايش داك التناقض الصارخ بين الفقر المدقع وبين الغنى الفاحش , بين سيارات الدفع الرباعي والقصور الفخمة في عمق الجبال الخضراء وبين عائلات تفترش الأرض وعيونها لسماء طالبة الرحمة من عيش ضاق في بلد مازالت سلطة القانون فيه تحبو .


في مدن الشمال هناك فئات كثير كدست الملايير وأصبحت لها دولة وسط دولة, أما سلطة القانون فلا تعنيها لأن هدا القانون وضع للفقراء والكادحين ممن لا يملكون أرقام هواتف كبار المسؤولين ليحلوا مشاكلهم بمكالة هاتفية, هكدا تعيش هده الطبقة التي تحميها طبقة أخرى في لعبة مصالح متبادلة في حين أن هناك في نفس هده المدن فقراء يقطعون العشرات من الكيلومترات من أجل الوصول الى مستشفى او مستوصف أو مدرسة كما هو حاصل في دوار - بوحمد - حيث يمكن أن ترى وتعايش صورة المغرب الغير النافع مع كل تناقضاته !!


بين 1992 و 1996 قاد وزير الداخلية أنداك ( إدريس البصري ) حملة (( تطهيرية )) على بارونات الحشيش في الشمال المغربي حيث تم القبض في هده الحملة على ( الديب الدرقاوي ) وهو أحد أكبر تجار المخدرات في داك العهد,( الديب ) وهو اللقب الدي كان يحلو لسكان الشمال أن يطلقوه عليه كان يشغل آلاف اليد العاملة الطنجاوية وله عمارات لا تعد ولا تحصى في مختلف أنحاء المغرب بما فيها مدينة طنجة التي تم القبض عليه فيها , أما حكاية القبض عليه التي تداولتها الصحف أنداك بإسهاب فلم تكن (( إكتشافا )) للأجهزة الأمنية التي كانت في الأصل تعرف من هو (( الديب )) ومادا كان يفعل وما هي تجارته بل الدافع وراء القبض عليه كانت هي التقارير الدولية التي تحدتث عن بارونات المخدرات وعلاقتهم برجالات السلطة في المغرب وما يروجونه أمام أعين الأجهزة الأمنية مما حدى بالدولة لان تأخد موقفا حازما في هدا الملف لتنقد نفسها من لوم لا ينقص بقدرما يزيد .


الشمال المغربي يعرف قصص تضاهي قصص ألف ليلة وليلة حيث يمكن للحافي أن ينتعل نعلا ويركب سيارة ( اللوندروفير ) بين ليلة وضحاها وإن لم تصدقوا فتابعوا التالي .


السيد التمسماني كان مواطنا لا يختلف كثيرا عن ساكنة تطوان المتواضعة لكنه في غفلة من الكل سيصبح رئيسا لفريق المغرب التطواني سنتة 1995 ثم برمشة عين قفز لجامعة كرة القدم وإتخد لنفسه كرسي مريح فيها وبنفس السرعة إنتقل لبلاط القصر الملكي حيث توج بوسام ملكي بعدها أطلق أقدامه للريح بإتجاه إسبانيا هاربا من القائمة التي أعدتها وزارة الداخلية انداك حول أباطرة المخدرات المزمع القبض عليهم .. ليطرح السؤال نفسه : من سهل عملية هروب التمسماني ؟ ومن زوده بمعلومات سرية تفيد أن الأجهزة الأمنية تنوي القبض عليه ؟؟ ثم هل الأجهزة الأمنية بكل وسائلها لم تستطع فعلا أن تعرف أن الواقف أمام ملك البلاد أنداك الحسن الثاني هو واحد من كبار مروجي المخدرات في البلاد ؟؟ثم لمادا أعاد التاريخ نفسه دون أخد العبر حينما كشفت الصدفة وحدها أن مدير أمن القصور ( إيزو ) الدي يسير دائما خلف الملك محمد السادس هو نفسه من أكبر بارونات المخدرات في المغرب ؟؟


في المملكة الشريفة هناك كثير من الأسئلة أجوبتها مؤجلة لتاريخ غير محدد وإلا كيف يمكن تفسير حكاية شاب إسمه ( منير الرماش ) أصبح في غضون خمس سنوات من بائع لسجائر بالتقسيط في دروب مارتيل العتيقة حيث لم يكن يجد عشاءه الى أحد اكبر أغنياء المملكة بفضل تجارة المخدرات ومع دلك لم يتر إنتباه الأجهزة الأمنية التي تقول أنها لا تنام !!


شاب في مقتبل العمر يصبح مليارديرا في خمس سنوات ويملك سلسلة من الشقق في أحياء راقية في باريس ومالقا ويركب آخر موديلات المارسيدس بل يقتني عنوة الموديل الدي يركبه ملك البلاد ويتقلد به في كل شيء حتى في تسريحة الشعر وأنواع الدجيسكي الدي يمارس به محمد السادس رياضته لدرجة أن البعض في مدينة تطوان كان يطلق عليه M7 ومع دلك لم يتر أجهزة الأمن !!


منير الرماش هدا كان يقضي لياليه الحمراء في منتجعات كـ ( كابيلا ) و( مارين سمير ) وغيرها مع كبار المسؤولين عن الأمن في المناطق الشمالية حيث يستقبلونه بالأحضان ويمدونه بآخر الخطط الأمنية كي يتجنبها عند تصدريه لبضاعته نحو الضفة الأخرى , كل هدا كان يجري أمام أعين رجال حسني بن سليمان ورجال مدراء الأمن دون أن يتحركوا إلا حينما أطلقت بعض الأعيرة النارية قرب الإقامة الملكية بـ (( ماريناس )) حيث كان الملك محمد السادس هناك مما تطلب إستنفار أمني أدى الى إعتقال منير الرماش يوم 3 غشت 2003 بعد مناوشات بالرصاص بين رجاله ورجال عصابة مخدرات أخرى , ليطرح السؤال نفسه من جديد : ما أهمية الملايير التي تصرف على الأجهزة الأمنية لحفض الأمن ومحاربة التهريب مادامت مافيا المخدرات هي من تحدد المعايير والحدود الفاصلة بين الأمن واللاأمن ؟؟ وهل يحتاج القبض على هؤلاء لإطلاق الرصاص قرب الإقامة الملكية لكي تستنفر الأجهزة الأمنية بكل أشكالها وتشرع في عملها ؟؟ ربما ؟! فهدا هو الواقع وكما قلنا أن بعض الأسئلة ليس لها أجوبة كالعادة !!


في جبال الشمال حيت المسالك الوعرة والغابات الكثيفة التي تساعد على عمليات التمويه يتم تهريب أطنان من المخدرات بشكل شبه يومي إد من خلال سيارات الدفع الرباعي أحيانا وأحيانا أخرى بسيارات مهترئة لكن بمحركات قوية تساعد على قهر الطرقات الوعرة وأحيانا أخرى تجد أن الدواب هي أيضا تحمل على ظهورها ملايين من السنتيمات ثمن بضاعة لا تدري قيمتها وهي تتحمل ثقلها لتصل بها الى نقطة (( بعيدة )) عن أعين رجالات الأمن حيث تشحن في طائرات صغيرة وخفيفة تحلق على إرتفاع منخفض وبدلك تتجنب مراقبة الرادار لها كما تهرب هده المخدرات عن طريق بمراكب مطاطية دات محركات قوية لتتوجه غالبا الى ( قادس ) أو الى أقرب نقطة من الأراضي البرتغالية حيث الطلب عليها في تزايد وكلما إشتدت المراقبة على السواحل المغربية إلا إرتفع الثمن في الأسواق الاروبية وبدلك يرتفع الربح الصافي لهؤلاء البارونات .


عمليات تهريب المخدرات من المغرب الى الاراضي الأروبية لم تعد بالشيء الصعب إد في خلال 20 دقيقة يمكن أن تصل حمولة من الناضور أو تطوان الى مدينة قادس الإسبانية بدون أي مشاكل تدكر , المطلوب فقط سبعة رجال من بؤساء المنطقة لتحميل البضاعة على القوارب المطاطية مقابل 700 درهم وهو ثمن بخس وزهيد إن عليمنا أن وصول ثلاثة أطنان من الحشيشي المغربي الى الضفة الأخرى بدون مشاكل يعني حوالي 900 مليون سنتيم ربح صافي لا يعلم به وزير المالية فتح الله ولعلو ليفرض عليه الضرائب كما يفرضها على فقراء هدا البلد .


يبقى القول أن أموال هده الأطنان من الحشيش تستتمر في تمويل الحملات الإنتخابية لبرلمانيين في الشمال كما تستتمر في كتم الأفواه والتغاضي على الخروقات القانونية التي تحدث في حق الوطن والقانون كما تستتمر هده الاموال أيضا في شراء قضاة يحكمون ظلما بإسم الملك !!


البرحلي خالد // المغرب

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire