jeudi 30 août 2012

انتهى مسلسل عمر بن الخطاب .. وبقي عمر بن الخطاب




انتهى مسلسل عمر .. وبقي عمر 

انتهى مسلسلُ عمر، وضجةُ الفتاوى التي صاحبت عرضه، وبقيَ عمر!

بقيَ عمرُ مقتحماً كلَّ البيوتِ المتـرعةِ بأميالٍ من الترفِ يقطنُ كلَّ زاويةٍ فيها، ليقولَ لهم: من أين لكم هذا؟، ولا يقفُ عمرُمتفرجاً أمامَ الأجوبة الصمَّاءِ الجوفاءِ، بل يقبضُ بيديه على كل َّ حجرٍ، ليعيدَهُ لبيتِ مالِ المسلمين، ويوزعَ الخيرَ بينهم، ويسكبَ السعادةَ بين جوانحِ الناسِ جمِيعهم.

انتهى مسلسلُ عمر، وبقي عمر، وبقيتْ معه (الدرة) الشهيرةُ، التي غدتْ رمزاً للعدالة فاقتْ كلَّ الأصنامِ المجسَّمةِ في وسط العواصم العربيةِ والغربيةِ والشرقيةِ، والصورِ الملونةِ في كتبِ التاريخ، والأبياتِ المعلقة والمنحوتةِ في كلِّ الميادينِ.

تفوقتْ العصا التي لا تفرقُ بين الرئيسِ والمرؤوس، والآمر والمأمور، والصغيرِ والكبير، والذكرِ والأنثى، والكافرِ والمسلم، بل تدورُ على رؤوس المعتدي اياً كان ، ليطردَ الشياطينَ من رؤوسِ الأفاعي التي تظنُّ أنْ لنْ يحاسبها أحدٌ، وأنْ لنْ يردَعها أحد.

انتهى مسلسل عمر، وبقي عمر، الذي نزل القرآن موافقاً في عدةِ آياتٍ على رأيه، لتبقَى الآياتُ إلى يوم القيامة شاهدةً على مبدأ الصدقِ والأمانةِ والتقوى والعدالةِ التي بها عُرفَ عُمرُ واشتُهر، وحملتْها سيرتُه الذاتية، ليكونَ أشرف وسامٍ يفتخرُ به أن يقول الله عنه في كتابه ما يخلِّد مواقفَه شرفاً أبدَ الدهر.

انتهى مسلسل عمر، وبقي عمر، الذي لم نعرفْ عن الشيطان في عصره إلا إنَّه لم يفكرْ في سلوكِ السبيل الذي كانَ يمشي فيه، قاطعاً كل طريقٍ للحرام وسوءات الحرام، وصعَّبَ علينا عمرُ تفسيرَ مقامِ (الهيبةِ من الله) في حياتنا.

انتهى مسلسل عمر، وبقي عمر، الذي قطعَ آلافَ الأميالِ على بغْلته حتى وصلَ فلسطينَ المحاصرة، واستلمَ بيديه مفاتيحَ بيتِ المقدسِ، وأرسىَ قواعدَ العدلِ، وأقامَ الحقوق، لكلِّ الطوائف والأديان.

وقفَ عمُر بنفسهِ، بدون بهرجةٍ، ولا حاشيةٍ، ولا بياناتٍ، ولا اجتماعات، بل بنفسهِ، بقلبهِ، بعقلهِ، بفكرهِ، بتضحيتهِ، لينحِّي طلاسمَ الأوراقِ والبيانات، ويَسْطَعَ بحقيقةِ أخذ الحقِّ بالحق.

انتهى مسلسل عمر، وبقي عمر، الذي جعلَ كلمةَ الله هي العليا، وأوصل رسالة الإسلام السمحة، في أقاصي الدنيا، وفتحَ الفتوحاتِ، ونظَّم حياة الناس، وجدَّد في حيوية أعمالهم، وجعل مشاريعَهُ لا يتشظَّى منها ذرةُ عنفٍ، أو تجاوزٍ، أو مدنيةٍ مزيفة، أو حضارةٍ لاهيةٍ.

انتهى مسلسل عمر، وبقي عمر، ينبشُ زيفَ الأفكارِ الفارغةِ من العمل، والتاريخِ المشوَّه عن العظماء، والرموز المصطنعةِ، ليقولَ عنهُ الأعداءُ قبل الأصدقاء: حكمتَ، فعدلتَ، فأمنتَ، فنمت!

وبعد: سلاماً يا عمر .. فأنتَ أكبرُ من أن يحصُركَ مسلسلٌ، لأنَّ تاريخكَ ومواقفكَ، لم تنضبْ بعدُ من تسجيلِ المقارنات والمفارقات في حياة الشعوب
.!

vendredi 24 août 2012

شجرة الأجداد لكل العوائل الجزائرية

شجرة الأجداد لكل العوائل الجزائرية 



كُتامـة:


هم بنو كُتام -بن برنس-بن برّ- بن سفگو- بن
أبزج- بن حناح- بن وليل- بن شراط- بن تام- بن دويم-بن دام – بن مازيغ - بن هراك
بن هريك - بن بديان- بن كنعان- بن حام - بن نوحعليه السلام- بن لَمَك- بن متوشالَح-
بن خنوخ (إدريس) عليه السّلام- بن يارد - بن مَهَلاليل - بن قينان - 
بن أنوش وهو يانش - بن شيث (هبة الله) عليه السّلام- بن آدم-عليه السّلام قال-
بن خلدون: هذا القبيل من قبائل البربر بالمغرب، وأشدهم بأساً وقوةً، وأطولهم باعاً
في الملك، عند نسابة البربر من ولد كُتام - 
بن برنس، ويقال كُتَم إهـ. وكانت مواطِنُهُم بِعمالَة قَسَنطينة من بلاد
المغربِ الأوسَطِ، وهُوَ الجزائر. قال الإدريسي: وبقرب سطيف جبل يسمى إِكجان، وبه
قبائل كتامة .. وقبيلة كتامة تمتد عمارتها إلى أن تجاوز أرض القل وبونة إهـ. وقال بن
خلدون: جمهورهم كانوا لأول الملّة .. مُوطّنين بأرياف قسطنطينية إلى تخوم بجاية
غرباً إلى جبل أوراس من ناحية القبلة. وكانت بتلك المواطن بلاد مذكورة أكثرها لهم
وبين ديارهم ومجالات تقلّبهم، مثل: إِكجان وسطيف وباغاية ونقاوس وبلّزمة وتِگِست
وميلة وقُسطنطينة والسّيكدة والقلّ وجيجل، من حدود جبل أوراس إلى سيف البحر ما بين
بجاية وبونة إهـ. والسّيكدة هي: سكيكدة، ويُسمّيها اليعقوبي: أَسيكدة، حيث قال:
ومدينة عظيمة جليلة يقال لها ميلة، عامرة محصنة .. وسواحل البحر تقرب من هذه
المدينة ولها مرسى يقال له: جيجل، ومرسى يقال له: قلعة خطاب، ومرسى يقال له:
أَسيكدة إهـ، ويُسمّيها البكري: تَسيكدة. وذكر - بنُ حوقل مدينة قسنطينة في (القرن
10م)، فقال: فأمّا القُسطنطينيّة التي لكُتامة فمدينة قريبة الأمر تُداني ميلة
إهـ. وذكر ياقوت الحموي قَريَة تامَست في (القرن 13م)، فقال: قرية لكتامة وزناتة
قرب المسيلة وأشير بالمغرب إهـ. وذكر مدينة سطيف، فقال: مدينة في جبال كتامة بين
تاهَرت والقيروان من أرض البربر ببلاد المغرب إهـ. وذكر مدينة إِكجان وناحيتها،
فقال: ناحية بالمغرب من بلاد البربر ثم من بلاد كُتامة، فيهم كان أكثر مقام أبي
عبد الله الشيعي بِها ويُسمِّيها - دارَ الهجرة إهـ. وقال الشيخ مبارك الميلي-في:
تاريخ الجزائر-: كانوا [أي: كُتامَة] من لَدُن الفتح مُعتزّين بكثرتهم لا يسومهم
الأُمراءُ بهضيمةٍ إلى أن ظهرت الرّافضيّة [الشّيعيّة] بالمغرب. فدانوا بِها.
وملكوا المغرب باسم - بني عُبيد [الفاطميّين] ثُمّ مصر والشّام. واختطّوا القاهرة
ولَهُم بِها حارةٌ مضافة إليهم، ذكرها السّخاوي في تُحفة الأحباب. وظهر منهُم
أمراء عِظام مثل: حبّاسة – بن يوسف أمير
برقة وقائد الأساطيل العبيديّة، والحسن - بن أبي خنزير أمير صقلّيَة، وماگنون - بن
ضبّارة أمير طرابلُس، وجعفر - بن فلاّح أمير الشّام وفاتِحُه،و بني لُقمان أُمراء
قابس. ثُمّ انتقل الأمر من أيديهِم إلى صنهاجة. وجاء الهلاليّون وساكنوهم في كثير
من النّواحي مثل: عنّابة وقالمة وجنوبي قسنطينة إهـ. وقال صاحب مفاخرِ البربر: ومن
رؤساء البربر حبّاسة – بن يوسف الكتامي، وهو الذي فتح الإسكندريّة لعبد الرحمن
القائم- بن إسماعيل المنصور – بن محمد - المهدي العبيدي، ذكر الفرغاني أنّه نزلها
بِمائتي مركب في البحر إهـ.


وأمّا بُطون كُتامة فكثيرة. قال –بن خلدون :
يجمعها كُلُّها غرسن ويسّودة – بن اكُتَم - بن برنس. فمن يسّودة: فلاّسة ودنْهاجة
ومتوسة ووريسن كلهم -بنو يسّودة - بن كتم إهـ. فأمّا فلاّسة، فجمعُها: إِفليسن، وهي اليوم قبيلة
كبيرة تقطنُ وطن سبَاو، من جبال القبائل الكُبرى بِنواحي تِدلّس، من ولاية
بومرداس، وتنقسم إلى فرعين كبيرين: إِفليسن البحر وإِفليسن أُملّيل. فمداشر
إِفليسن البحر هي: 


بنو
زرارة بنو زواوة -بنو أحمد وتيفرة. ومداشر إِفليسن أُملّيل هي: 


بنو
أبي شناشة وبنو عمران و بنو أبي روبة وغُمراسَة وبنو ملكة ورافة وعرش ألَمْناس و بنو
يحيى -بن موسى وبوازون ومقير ومزالة و بنو عريف


وبنو
شِلمون ولْطَايَة. وأمّا دنهاجَة، فكانت مواطنهُم الأصلية بساحل كُتامة، المفابل
لمدينة ميلة، وقد ذكرهُم اليعقوبي-عند ذكره مدينة ميلة-في (القرن 9م)، فقال: ومرسى
يقال له مرسى دنهاجة، وهذا البلد كله عامر، كثير الأشجار والثّمار إهـ. وقد انتقلت
منهُم طائفة إلى المغرب الأقصى، في زمن غير معلوم، حيثُ ذكرهُم 





بنُ
خلدون، فأضافَ قائلاً: وإلى دنْهاجة تُنسب قصور كتامة بالمغرب لهذا العهد إهـ.
وقصور كُتامَة هي المعروفَة بقصر عبد الكريم، وقد ذكرها الإدريسي في (القرن 12م)،
فقال: ومن بلاد مكناسة في جهة الغرب إلى قصر عبد الكريم ثلاث مراحل، وقصر 


بن
عبد الكريم يسكُنُهُ قوم من البربر يُسمّون: دنهاجة، وهي مدينة صغيرة عامرة بأخلاط
دنْهاجة وهي على نهر أولُكّس .. ومن قصر عبد الكَريم إلى مدينة سلا الّتي على
البحر الْمَلِحِ مرحلتان، من القصر إلى المعمورة ومن المعمورة إلى سلا، ونهر
أولُكّس نهر كبير من أنهار المغرب المشهورة إهـ. وكانَ من كُتامة القصر الكبير:
الصّوفي المعروف، أبو مدين شعيب 


بن
مخلف الإشبيلي الأندلسي، المعروف في الغرب الجزائري باسم: سيدي بومدين، وهو الذي
أدخل التّصوّف إلى بلاد المغرب في (القرن 14م). قال 


بنُ
خلدون: كان أبو شعيب - بن مخلوف من بني أبي عثمان من قبائل كتامة
المجاورين للقصر الكبير، وكان منتحلا للدين مشتهرا به إهـ. وذكر البكري في (القرن
11م) قوما من كتامة يسكنون جنوب غربي حجر النسر، بجبل حبيب، جنوبي مدينة سبتة،
وذكرَ أنّ لهم هناك مدينة تُسمّى: أفطس. وأمّا متوسَة، فتوجَد قرية باسمِهِم من
قُرى بلديّة جميلة (جيملة)، وقريَة أُخرى من قُرى بلديّة بجاية، مُسمّاةٌ
باسمِهِم، وقرية أخرى في السّهول المجاورة لأوراس شمالا، وكانَت من مجالاتِ كتامة
في ما مضى، وهي اليوم في مجالات قبيلة الحراكتة الشّاويّة الهوّاريّة، وتتبع
ولايَة خنشلة. وأضاف ابن خلدون: ومن غرسن: مصالة وقلاّن وماوطن ومعاذ بنو غرسن
بن كتم إهـ. فأمّا مصالة
أَو مزالة، فهُو الإسم الحالي للبلديّة التي تتبعُها منطقة فرجيوة، وهيَ جنوب غربي
ميلة، وتَحملُ اسم: فجّ مزالة، وتقطُنها قبائل: جميلة وطلحة و بني گُشّة Guchcha، علماً أنّ ابن
خلدون ذكر فرجيوة في بلاد سدويكش من كُتامة. كما توجدُ فرقَةٌ أُخرى من مزالة
مندَرِجَةٌ في قبيلة فلاّسة، وهُم إفليسَن أُملّيل، بِهضاب تِدلّس. وأمّا معاذ،
فلهُم اليوم البلديّة المنسوبة إليهم، وتقع شمال غربي ميلة، وجنوبي جيجل، في نواحي
الميليّة، وتتبع ولاية جيجل، ومنهُم طائِفَة بدائرة قالمة يُسمّون: التّوابشة.
وأضاف ابن خلدون: ولهيصة وجيملة ومسالتة – بنو يناوة-بن غرسن إهـ. فأمّا لهيصة،
فتوجدُ منهُم عائلاتٌ في قبيلة أولاد يعقوب، من قبائل العمامرة، بجبل أوراس، من
ولايَة خنشلة. وأمّا جيملة، فيُسمّيهم العرب: جميلة، ولهُم المدينة المشهورة
باسمهم، وتقع بين سطيف وجيجل، وفيها أطلالُ المدينة الرّومانية العريقة،
المُسمّاة: كويكُل، وفيها أيضا جبلُ إِكجان، الذي كانت فيه قاعِدةُ العبيديّين
الفاطميّين الأولى، وكان موقعُها في الموضع المُسمّى: فجّ الأخيار، في إقطاعِ بني
سكيان (سكتان؟) من بطون جيملة. وأمّا مسالتة، فتقعُ مواطِنُهُم اليوم
بتالا-يفاسّن، بجبل قرقور (گرگور)، بين سطيف وأَقبو. وأضاف ابن خلدون: ولْطاية
وأجانة وغسمان وأوفاس – بنو ينطاسن بن غرسن. فأمّا لْطاَيَة، فهُم مندرجون في
إخوَتهم فلاّسَة، وهُم إِفليسَن أُملّيل، بِهضاب تِدلّس.


وأمّا
أجانة، فهُم اليوم قسمان: قِسم موطّن في نواحي جيجل، ولهم البلديّة المنسوبة
إليهم، وهُم يُسمُّونَها بلسانهم: وجانة، وهي بين الطّاهير والميليّة. وقسمٌ موطّن
بجبل أوراس، وهُمُ الذينَ عناهم - ابن خلدون بقولهِ: وبقي في مواطنهم الأولى بجبل
أوراس وجوانبه من البسائط بقايا من قبائلهم على أسمائها وألقابها، والآخرون بغير
لقبهم إهـ. ويُعرفُون اليوم أيضاً باسم: وجانة، وتمتدّ مواطِنُهُم في أربع بلديّات
من ولاية خنشلة، بِجَبلِ أوراس، وهي: بوحْمامة ويابوس وشلية وتاوزيانت. وقد أخطأ
الكثيرُ من الكُتّاب الفرنسيين مثل Masqueray وCarette، حين عدّو وجانة أوراس في قبائل زناتَة، ظنّاً منهم
أنّ لفظَة وجانة، أصلُها: أو جانا، التي تعني: ابن جانا، الذي هوُ: زانا، أبو
زناتَة. ومن وجانة أوراس فرقة مندرجة في قبيلة السّگنيّة من هوارة الموطّنة - بنواحي
سوق أهراس. وذكر Mercier:
أنّ قبائل أولاد عبد النّور وتلاغمة الشّاويّة، الموطّنة شمالي أوراس، بين ميلة
وسطيف وباتنة، هُم من بقايا كُتامة الذين ذكرهُم أبن خلدون في جوانب جبل أوراس من
البسائط. وأمّا غسمان، فكانت مواطِنُهم بنواحي مدينة تازروت، التي كان موقِعُها
على ثلاث مراحلَ جنوب غربي مدينة ميلة. وأضاف ابن خلدون: وملوسة من أيان-بن غرسن
.. ومن ملوسة هؤلاء: 


بنو
زلدوِي أهل الجبل المطل على قسطنيطينة لهذا العهد إهـ. وذكر الإدريسي 


بني
زلدَوِي باسم: زندَوِي، فقال: ومنه إلى سوق بنى زندوي، وهو حصن في بسيط قليل
الحصانة، وهي سوق لها يوم في الجمعة، وأهل تلك الناحية يقصدونها في ذلك اليوم،
وهذه القبيلة من البربر قوم يعمرون هذه الجهات ولهم منعة وتحصن، وهم أهل خلاف
وقيام بعض على بعض إهـ. وأضاف ابن خلدون: وكلهم رعايا معبدون للمغارم إلا من اعتصم
بقنّة الجبل مثل بني زلدوي بجبالهم وأهل جبال جيجل وزواوة، أيضاً في جبالهم إهـ.
واستناداً إلى تقارير Sénatus
Consulte، فإِنَّهُ في زَمنٍ غير معلوم، أُقيمَ مكانَ سوق بني
زَندوي دَوّار، سُمِّيَ فيما بعدُ: مَرج يزَرّاگَن. وتعني كلمة دوّار: مجموعة من
الخِيّام. وذكر L. Rinn-في
المجلّة الإفريقيّة-أنّهُ في نهاية العهد العثماني انقسمت قبيلة 


بني
زندوي إلى قسمين: بني زندوي القبالة، وهُمُ الشرقيّون، انضمّوا إلى حلف جبل بابور،
في دائرة سرج الغول، من بلديّة تاقيطونت؛


و بني
زندوي الظهرة، وهُم الغربيّون، انضمّوا إلى حلف تابابورت، في بلدية مرج إِزرّاگن.
ويضم إقليم بني زندوي في ولايَة جيجل: عجمان والزّناتَة والبيضاء وأبو عدّيز
والعطّابة (فوغالي) والگروة وحامد (حمدي) والهدابلة وأولاد أبي رنّان وأولاد خليفة
(أكماش) …؛ ويضم في ولاية سطيف: العمارشة والبابور ووادي زندوي وعين زندوي … ومن
زندوي أيضاً طائفة بدوّار عرباون، حيثُ يضمّ هذا الدّوّار القبائل التالية: بنو
مجالد والريايشة والريايسة والشوارف وزندوي. ويضم دوار سرج الغول القبائل التالية:
العمارشة والريشيّة وأولاد حليمة وأولاد الكاف والدّعاسة والقزازلة وكاف الواد
وكوكلاس والحمادة وأبو ردين وأولاد سباع والسّوالمة والبيضاء وأبو دمامن والعلاوشة
والنّمالة وأمديج والعبابسة وأولاد منعة (منّاع؟). ويضم دوّار البابور القبائل
التالية: أولاد سالم، وفيهم: دار الغنم والمصامصة وسفرية – بن ذباح وفيراوة
والحراكتة وأبو شنين وأبو الحليب؛ العناصر، وفيهم:


بنو
دراسن وأولاد بادي (مشامشة وكموش) وتالوباقت (حمدي) ومجرگي؛ الجوادة، وفيهم: بنو
سعيد و بنو بزّاز (أولاد عيّاد)؛ وآخرون مثل: أبي سلدوع (أبو موسى). ويضم حلف أهل
تابابورت القبائل التّاليّة: 


بنو
عاشور و بنو عيسى وبنو بزّاز و بنو جبرون وبنو
معاذ وبنو مَرمي والبيضاء والعَلَم والهدابلة والكواحة والأرباع وأولاد علي وأولاد
أبي رنّان وأولاد الشّيخ وأولاد جار الله وأولاد نابت وتاغزوت وياشيران وزيامَة.
وفي عهد الإحتلال الفرنسي تمّ تقسيم هذه القبائل على ثلاث دوائر، مُلحقَة ببلديّة
تبابورت المختلطة، وهذه الدوائر هيَ: دائرة تابابورت، وتضمّ قبائلَ


بني
بزّاز -بنو عمارة وأولاد سيدي الميهوب ويوريسين) والأرباع و بني جبرون وأولاد جار
الله وياشيران؛ دائرة بني زندوي الظّهرة، وتضم قبائلَ: الهدابلة (النّاظور ووادي
بهاس) والكواحة والبيضاء وأولاد أبي رنّان وأولاد الشّيخ؛ دائرة المنصوريّة، وتضمّ
قبائل: بني معاذ وبني عيسى والعلَم وتاغزوت وزيامة وأولاد نابت ,بني عاشور ,بني مرمي وأولاد علي. وأضافَ ابنُ
خلدون: ويَعُدّ البرابرة من كتامة: بني يستيتن وهشتيوة ومصالة وبني قنسيلة إهـ.
فأمّا وبنو يستيتن ومصالة (مزالة)، فمواطنُهُم اليوم بِهِضاب تِدلّس، في القبائل
الكُبرى، حيث ذكر ابن خلدون هذه المنطَقة، فقال: ومن بقايا كتامة أيضاً قبائل أخرى
بناحية تدلس في هضابه مكتنفة بها، وهم في عداد القبائل الغارمة إهـ. وذكر الإدريسي
مدينة مرسى الدّجاج، التي تقعُ بين مرسى تامندفوس ومرسى تدلّس، فقال: يسكنها
الأندلسيون وقبائل من كتامة إهـ. وقال ابن خلدون: وبالمغرب الأقصى منهم قبيلة من بني
يستيتن بجبل قبلة جبل يزناسن، وقبيلة أخرى بناحية الهبط مجاورون لقصر ابن عبد
الكريم، وقبائل أخرى بناحية مرّاكش نزلوا مع صنهاجة هنالك إهـ. وذكر الحسن الوزّان
(ليون الأفريقي) في (القرن 16م) جبل بني يستيتن، الذي في ناحية بني يزناسن، فقال:
يخضع هذا الجبل لِحُكم أمير دبدو، وتسكنه قبيلة من الرّعاع، يمشون حفاة ويلبسون
أسمالا حقيرة ويسكنون أكواخا من قصب إهـ. وفي قبيلة زاقنون من زواوة الموطّنة
بالقبائل الكُبرى، فرقة تُسمّى: يستيتن. وفي جبل كسال، المحيط بمدينة البيض،
بالغرب الجزائري، قرية تُسمّى: ستيتن. وأضاف ابن خلدون: وعَدّ بن حزم منهم (أي من
كُتامة): زواوة بجميع بطونهم، وهو الحق على ما تقدم إهـ. وسنُفرد لزواوة فصلاً
خاصّا. وأضاف: وأما البسائط فأشهر من فيها منهم قبائلهم: سدويكش، ورئاستهم في
أولاد سواق. ولا أدري الى من يرجعون من قبائل كتامة المسمين في هذا الكتاب. إلا
أنهم منهم باتفاق من أهل الأخبار إهـ. وأضاف: هذا الحي لهذا العهد وما قبله من
العصور يعرفون بسدويكش وديارهم في مواطن كتامة ما بين قسطنطينة وبجاية في البسائط
منها، وذكر بنُ خلدون أنّ جبال فرجيوة في مجالات سدويكش، وعدّ من بطون سدويكش:
سيلين وطرسون وطرغيان وموليت وبني گُشَّة وبني لمائي وكايازة وبني زغلان والبؤرة وبني
مروان ووارمكسن وسگروال وبني عياد، وفيهم من لَمّاية ومكلاتة وريغة، والرياسة على
جميعهم في بطن منهم يعرفون بأولاد سواق لهم جمع وقوة وعدد وعدة إهـ. فأمّا سيلين،
فقد ذكر Marcier
أنّ مواطَنُهُم تقع بالقُرب من ميلة، وذكرَهُم الشّيخ مبارك الميلي، فقال:
ومواطِنُهُم في عملِ بجايةَ، وقريتُهُم وبنو ورار … ورُبَما دعيَت: بني وراء أو بني
ياورار أو تاوريرت، وهيَ في آخرِ وطنِ فرجيوةَ غرباً بِقُربِها أنقاضُ مدينة
إِكجان إهـ. وأمّا طرسون، ويقال: درسون، فقد ذكر Marcier أنّ مواطنَهُم
تقعُ بالقُرب من قسنطينة. وأمّا موليت، فهُم إِمّولة الموطّنون اليوم بين سطيف
وبجاية وبرج بوعريريج. وأمّا بنو گُشّة، فتقعُ مواطنُهُم اليوم بجبال فرجيوة، من
بلديّة فجّ مزالة، من ولاية ميلَة. وأمّا بنو لَمائي، وهُم لمايَة، فيكونون بلا
شكّ، بنو لْمايَن، الموطّنون ببسيط ريغة، ما بين نقاوس وسطيف. وأمّا كايازة،
فلعلّهُم: قاريصة، الموطّنة في الجبال ما بين عنابة وسكيكدة وقسنطينة؛ وأمّا
البُؤرة، فلهُم البلديّة المنسوبة إليهم، وتقعُ غربَي سطيف. وأمّا بنو مروان، فقد
ذكر Mercier
أنّ مواطنهُم تقع بالقُرب من ميلة أيضا. وأمّا بنو عيّاد، فتقع مواطنُهُم في نواحي
أَقبو، ما بين رأس الواد وحوض القصب، من ولاية برج بوعريريج. وأمّا سگروال، فهُم بنواحي
جيجل. وأضاف ابن خلدون: وكان جميع هذه البطون وعيالهم غارمة، فيمتطون الخيل
ويسكنون الخيام، ويظعنون على الإبل والبقر، ولهم مع الدول في ذلك الوطن استقامة.
وهذا شأن القبائل الأعراب من العرب لهذا العهد .. ويذكر نسّابتهم ومؤرخوهم أن موطن
أولاد سواق منهم كان في قلاع بني أبي خضرة من نواحي قسطنطينة ومنه انتقلوا
وانتشروا في سائر تلك الجهات. وأولاد سواق بطنان، وهم: أولاد علاوة 


بن
سواق وأولاد يوسف بن حمّو بن سواق. فأما أولاد علاوة فكانت الرياسة على قبائل
سدويكش لهم .. وكان منهم علي بن علاوة وبعده ابنه طلحة بن علي، وبعده أخوه يحيى بن
علي، وبعده أخوهما منديل بن علي، وعزل تازير ابن أخيه طلحة إهـ. ثُمّ بعدَ تازير
عمّه منديل. ثم انتقلت الريّاسة من أولاد علاوة إلى أولاد يوسف، وزاحموهُم
وأخرجوهم من الوطن، فسار أولاد علاوة إلى جبل الحُضنة، عند قبيلة عياض من قبائل
هلال، وسكنوا في جوارهم بجبلهم المطل على المسيلة. وقال ابن خلدون: واتصلت الرياسة
على سدويكش في أولاد يوسف. وهم لهذا العهد أربع قبائل بنو
محمد بن يوسف وبنو المهدي وبنو إبراهيم بن يوسف، والعزيزيون وهم: بنو منديل
وظافر وجري وسيّد الملوك والعبّاس وعيسى، والستة أولاد يوسف وهم أشقاء، وأمّهم
تاعزيزت فنسبوا إليها. وأولاد محمد والعزيزيون موطنون بنواحي بجاية، وأولاد المهدي
وإبراهيم بنواحي قسطنطينة. وما زالت الرياسة في هذه القبائل الأربع تجتمع تارة في
بعضهم وتفترق أخرى إلى هذا العهد [دولة الحفصيّين] .. ثمّ اجتمعت رئاستهم لعبد
الكريم بن منديل بن عيسى من العزيزيين. ثم افترقت واستقل كل بطن من هؤلاء الأربعة
برياسة، وأولاد علاوة في خلال هذا كله بجبل عياض إهـ. وعند تغلّب بني مرين على
أفريقية إتّهم سلطانُهُم أبو عنان أولاد يوسف بالميل إلى الموحدين.


ابن خلدون: وصرف الرياسة على
سدويكش إلى مهنا بن تازير بن طلحة من أولاد علاوة فلم يتم له ذلك، وقتله أولاد يوسف.
ورجع أولاد علاوة إلى مكانهم من جبل عياض. وكان رئيسهم لهذه العُصُورُ: بن عبد
العزيز بن زروّق بن علي بن علاوة، وهلك ولم تجتمع رئاستهم بعده لأحد. وفي بطون
سدويكش هؤلاء بطن مرادف أولاد سواق في الرياسة على أحيائهم وهم بنو سكين. ومواطنهم
في جوار لواتة بجبل بابور وما إليه من نواحي بجاية، ورياستهم في بني موسى بن ثابر
منهم. أدركنا ابنه صخر بن موسى إهـ. وذكرَ الشّيخ مبارك الميلي أنّ سكين هي تحريف
سيلين. وكانَ السّلطان المريني أبو الحسن قد قتَلَ صخراً بن موسى، فقام برئاسة
قومه من بعده بنه عبد الله، ثُمّ ابنه محمد، وكانَ مُعاصِراً لابن خلدون. أمّا بنو العباس أَعزيز،
فقد كانت لهُم مكانة ورفعة وسيادة بين قبائل كُتامة وزواوة في العهد العثماني
والإحتلال الفرنسي، وكان من بيتِ الرّئاسة فيهم: المجاهد الكبير، الشّيخ المقراني،
ومواطنهُم اليوم بجبال البيبان، الممتدّة في ولايتي برج بوعريريج وبجاية، ولهم
هناك القلعة المشهورة باسمهم، ومنهُم: أولاد ملاّلة، المندرجون في قبيلة السّگنيّة
الهوّاريّة، الموطّنة شمالي جبل أوراس، ذكر ذلكَ Ch. Feraud. وأمّا بنو
عيسى أَعزيز، إخوة بني العبّاس، فيكونون بلا شكّ المعروفون اليوم بسهل مجّانَة،
الممتدّ بين جبال الحُضنة والبيبان ووانوغَة. وفي جبال فرجيوة اليوم قبيلة تُسمّى
طلحة، فلعلّهُم من عقبِ طلحة بن علي 


بن
علاّوة بن سوّاق السّدويكشي، علماً أنّ ابنَ خلدون عَدَّ فرجيوة في مواطِنِ
سدويكش. وكان من سدويكش أيضا بطن في جزيرة جربة، حيث المدينة المُسمّاة باسمهم
اليوم: مدينة سدويكش. وكان معهم هناك-ولا يزالون-قوم من إخوتِهِم من كُتامة،
يُسمّون صدغيان، سُمِّيَت بِهم مدينة في الجزيرةِ أيضا، وهي: مدينة صدغيان. وقد
ذكر ابن خلدون هذين البطنين فقال: جربة الذين سميت بهم الجزيرة البحرية تُجاه ساحل
قابس، وهم بها لهذا العهد. وقد كان النصرانية من أهلِ صقليّة ملكوها على من بها من
المسلمين، وهي قبائل لَمّاية وكتامة مثل: جربة وسدويكش ووضعوا عليهم الجزية إهـ.
وقال أيضا: وأهلها من البربر من كتامة، وفيهم إلى الآن سدويكش وصدغيان من بطونهم
إهـ. وكانَ من بني صدغيان هُؤلاءِ: بنو الرند الأُمراءُ بقفصة في (القرن 11م)،
وكان أصلُ مسكنهم بالجوسين من بلاد نفزاوة بالجريد. وعدَّ بنُ خلدون في بُطون
كُتامة أيضاً: بني تليلان، فقال: ومن بطون كتامة وقبائلهم أهل الجبل المطل على
القل ما بينه وبين قسطنطينة، المعروف برياسة أولاد ثابت بن حسن بن أبي بكر من بني
تليلان إهـ. ومواطنُ بني تليلان اليوم بنواحي الميليّة، من ولايَة ميلة، وقد ذكرهُم
الشيخ مبارك الميلي، فقال: وبقيّةُ بني تليلان مُساكنون اليومَ لقبيلَتِنا: أولاد
مبارك إهـ، وذكرَ أنّ جبل بني تليلان يُسمّى اليوم: سگّاو، بتخفيف الكاف
الأعجميّة، وأنّهُ يقَعُ شرقي ميلة.


قال الشيخ مبارك الميلي: ولم يذكر ابن خلدون
في بطون كُتامة كثيرا من البُطون المعروفة اليوم بفرجيوة، ولا ذكر من سُكّان
الجبال بين السّكيكدة وجيجل، غير بني تليلان. وهُناك من هُم أكثرُ منهُم، مثل: بني
وَلبان بني تُفوت بني خطّاب وبني يدّر. فإمّا أن تكون تلك البُطون لا شأن لها
لعهده، وإمّا أن يكون أهملها لقلّة خبرتهِ بتلك الجبال فإنّه لم يُحدّثنا عنها لا
بقليلٍ ولا بكثير. واسم خطّاب معروف منذ (القرن 3هـ) (القرن 9م)، فقد ذكر اليعقوبي
في مراسي ميلة: قلعة خطّاب إهـ.


قُلت: وأضيف على ما ذكره الشيخ الميلي، أسماء
قبائل أخرى كثيرة مُوطّنة بوطن كُتامة اليوم، وهيَ: وبنو إسحاق وبنو فرگان Fergan وإيشاوة ومحمد وألْماس، في الجبال بين سكيكدة وجيجل، ولعلّهم من بني
زلدوي؛ أولاد كبّاب، في جبل البيبان؛ زردازة، بين الحروش وجيجل؛ بنو بلّيت،
في نواحي زيامة منصورية، بين جيجل ووادي الكبير؛ الزرامّة والرجايتة والحرايشة
وگرارة Grara وبنو مهنّا وبنو طلحة وأولاد أبي عزيز وأولاد قايد وبنو فوغال وقاريصة،
بين عنابة وسكيكدة وقسنطينة؛ بنو ورثيلان، بين بجاية وبرج بوعريريج؛ أولاد عجّاب
وأولاد مسعود وأوتشور، بين سطيف وبجاية وبرج بوعريريج؛ فريدة وبنو عمران، بين سطيف
وميلة؛ الرقاشة والسواقة (الصواقع؟) وبنو عاشور وأولاد منيع وبنو سالم و بنو زرگين
وابن الأبرش، بين ميلة وقسنطينة؛ أولاد عيسى والعُلمة وأولاد عبد النور وبنو بو
طالب، في سهل مجانة، الممتدّ بين جبال الحضنة والبيبان ووانوغة؛ توكوش، في جبل
اِيدوغ، شمالي غربي عنابة؛ بنو مسعود وبنو ميمون وبنو عمروس وأولاد ورت بن علي وبنو
حسيّن وبنو محمد وبنو يرباش وبنو سليمان وبنو
گراتب Grateb
وبنو گيفسر وبنو جليب ومسيسنة وبنو شبانة وبنو إسماعيل وگربولة Gerbula، بين سطيف
وبجاية وجيجل، جنوبي وادي الصومام.


وذكر الإدريسي في (القرن 12م) بطناً من
كُتامة بجبل ونشريس.


وسكنت كُتامة في القُطر الليبي أيضا. قالَ
الدكتور فرج عبد العزيز نجم-في: القبيلة والإسلام والدّولة-: قطنت الخمس وسيلين
ولبدة وساحل الأحامد والمناطق المجاورة إهـ.


وإلى كُتامة ينتسب خلفون، حاكم إمارة باري
في جزيرة صقلية، من أهل (القرن 9م)، ويُسمّى عند الأُروپيين: Kalfun، وتذهبُ
الرّواياتُ إلى أنّ منحدرهُ من جبال كُتامة، ومن قبيلة ربيعة. ونوردُ هُنا ما
ذكرهُ الدّكتور إحسان عبّاس-في: العرب في صقلية-، قال: ودخل الجزيرة جماعات كثيرة
من البربر سكنوا النواحي الشمالية من ولاية مازر، وكانت جرجنت عاصمة للجماعات
البربرية، وأسماء الأماكن الواقعة بين مازر ولقاطة، تدل على القبائل البربرية،
فهناك: أندراني وگرگود ومزيزينو وحجر الزناتي ومليلي، وكلها أسماء أماكن تشير إلى
القبائل البربرية: أندارة ومزيزة وزناتة ومليلة، وفي أيام الفاطميين امتازت كتامة
ودخلت مع خليل ابن إسحاق إلى صقلية، وغير هذه القبائل قبائل بربرية أخرى كثيرة.
وكانت هذه العناصر تتحرك بالفتن فيما بينها حتى انصبغت الثورات أيام الأغالبة
بمظهرين: ثورات بين شيوخ المدينة وبين الأغالبة والدافع إليها التنافس على انتخاب
الوالي، وثورات بين العرب والبربر ، ويمكن أن يقال إن البربر الذين مُنِحوا
الإقطاعات أجوراً لَهُم، هُم الذين اشتهروا بخلع الطاعة، لأنهم لم يكونوا يطيقون
الإخلاد إلى حياة الزراعة، وإنما كانوا يفضلون أخذ الفيء أجوراً لهم إهـ. وقال
أيضا: هؤلاء المسلمون في الجزيرة كانوا-كما خلفناهم في العصر العربي-متفرقين في
نواح كثيرة من صقلية وتدل السجلات التاريخية والوثائق على أنهم كانوا كثيري العدد
في ولاية مازر، متوسطي العدد في ولاية نوطس، قليلين جداً في ولاية دمنش. وبين سكان
بلرم [Palermo]
من أصحاب الأملاك أو الشهود الواردة أسماءهم في الوثائق، عرب من قبائل يمنية مثل:
أزد وكندة ولحم ومعافر، ومن المدينة وحضرموت، وعرب من القبائل المضربة مثل: قيس
وقريش وتميم. وأسماء بربر من هوارة ولواتة وزغاوة وزناتة. وفي الأسماء من جلفوذ
مسلمون من البربر ومن صقلية نفسها كالقرليوني والشاقي والثرمي والطرابنشي، وبين
الرقيق التابعين لسقف قطانية ومدينة لياج، أسماء أعلام بربرية، من عائلات مثل:
مكلاتة ونفزة ومسراتة، وأسماء منسوبة إلى مواضع أفريقية مثل: برقة وبونة وسوسة
ومسيلة ومليلة؟ هذا إضافة إلى أسماء منسوبة للبلدان كالحجازي والغاففي والعينوني
(نسبة إلى قرية بجانب القدس) والكرماني (نسبة إلى كرمان)، وأسماء منسوبة إلى مدن
صقلية كالمديني والصقلي (البلرمي) واللياجي والقطاني والسمنطاري والطرابنشي.. إلخ
إهـ. وقال أيضا-عندَ ذكرهِ قرضَ الشِِعر-: قد أخذ الإفريقيون المهاجرون منذ البدء
يحسون بأنهم متميزون عن السكان الأصليين، وهذا هو ما عنته صيحة أسد بن الفرات في
جيشه حين قال يُحمّسهم: ((هؤلاء عجم الساحل، هؤلاء عبيدكم لا تهابوهم)). ومع الزمن
أصبح هناك عنصران متباينان: عنصر صقلي وعنصر إفريقي وهذه التفرقة مبينة في الأصل
على أساس عسكري، ولكنها كانت تشمل نواحي أخرى من الحياة الاجتماعية. فالصقليون لم
يكونوا أصحاب هذا الشَّعر وإنما كان أصحابه هم الأفريقيين من عرب وبربر إهـ. وقال
أيضا: وأكثر الشعراء إذا اعتبرنا نسبتهم، ينتسبون إلى يَمنٍ ففيهم الكلبي
والمعافري واللخمي والأنصاري والزبيدي والأزدي. وهناك شعراء من قبائل أخرى
كالتغلبي والتميمي والسعدي والهاشمي والربعي، وشعراء من بربر كاللواتي والگرگودي
والمكلاتي وجماعات تنسب إلى مواطنها كالشامي، وإفريقيون لا تعرف نسبتهم إلى عرب أو
بربر كالطوبي نسبة إلى قصر الطوب بإفريقية، والودّاني نسبة إلى مدينة ودان إهـ.