jeudi 25 août 2011

الثورة الجزائرية و مجموعة 22

الثورة الجزائرية و مجموعة 22 

نتيجة لأزمة الحركة الوطنية و تصدع حزب انتصار الحريات الديمقراطية تحاول مجموعة من مناضلي المنظمة الخاصة الذين كانوا يؤمنون بضرورة اللجوء إلى الحل العسكري تجاوز الأزمة و ما ترتب عنها من تردد و شلل و ذلك بخلق تنظيم جديد هدفها إعادة توحيد الصفوف للانطلاق في العمل المسلح، ألا وهي اللجنة الثورية للوحدة والعمل" (CRUA) و ذلك يوم 6 مارس 1954 و حاولت هذه اللجنة الاتصال بالأطراف المتنازعة ولكنها فشلت في مسعاها.

وعلى إثر ذلك أنعقد اجتماعا ضم 22 عضوا في الجزائر العاصمة يوم 23 جوان 1954 لإتخاذ التدابير التي يقتضيها الوضع . وقد ترأس هذا الإجتماع التاريخي الشهيد مصطفى بن بولعيد وأنبثق عن الإجتماع بعد قليل من التردد قرار الانطلاق في الثورة و تعيين مجموعة مصغرة للقيام بالتحضيرات النهائية. و قد تكونت المجموعة من 5 أفراد هم :ديدوش مراد، العربي بن مهيدي، محمد بوضياف، رابح بيطاط، و مصطفى بن بولعيد ثم أنضم إليهم كريم بلقاسم كممثل عن منطقة القبائل و كانت هذه المجموعة بأتصال مع كل من بن بلة و آيت أحمد و خيدر الذين كانوا في مصر.
اتخذت مجموعة الستة في اجتماعها ببونت بيسكاد (الرايس حميدو حاليا) قرارا بتقسيم التراب الوطني إلى خمس مناطق وتعيين مسؤوليها وهم:
 المنطقة الأولى- لأوراس: مصطفى بن بولعيد.
 المنطقة الثانية - الشمال القسنطيني: ديدوش مراد.
 المنطقة الثالثة - القبائل: كريم بلقاسم.
 المنطقة الرابعة - العاصمة وضواحيها: رابح بيطاط.
 المنطقة الخامسة- وهران: محمد العربي بن مهيدي.



وفي الاجتماع الموالي أي يوم 23 أكتوبر 1954 تم الاتفاق على:
¨ إعطاء اسم جبهة التحرير الوطني للحركة الجديدة وتنظيمها العسكري جيش التحرير الوطني.
¨ تحديد يوم انطلاق العمل المسلح: بأول نوفمبر.
وفي اليوم الموالي 24 أكتوبر تمت المصادقة على محتوى وثيقة نداء أول نوفمبر 1954 الذي يؤكد على:
¨ إعادة بناء الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ضمن إطار المبادئ الإسلامية.
¨ احترام جميع الحريات الأساسية.
¨ التطهير السياسي.
¨ تجميع وتنظيم الطاقات السليمة لتصفية الاستعمار.
¨ تدويل القضية الجزائرية.
وغير ذلك من النقاط الهامة، و قد تم توزيع هذا النداء يوم أول نوفمبر 1954 غداة اندلاع الكفاح المسلح

قائمة باسماء مجموعة ال 22 الذين خططوا لاندلاع الثورة



والان نبذة مختصرة عن حياة ونضال كل واحد من ال 22 وباختصار شديد

*********************************



الشهيد مصطفى بن بولعيد

من مواليد 5 فيفري 1917 بقرية "اينركب" بأريس ولاية باتنة وعائلته تنتمي إلى عرش " التوابة" ميسورة الحال وتملك الأراضي.
تلقى كجل الأطفال الجزائريين آنذاك تكوينا تقليديا على أيدي مشايخ منطقته يتمثل في حفظ ما تيسر له من القرآن الكريم بعد هذا التحصيل تحول إلى عاصمة الولاية باتنة للإلتحاق بمدرسة الأهالي الإبتدائية لمواصلة دراسته، ثم انتقل إلى الطور الإعدادي.
، لكن طموح الفتى وإرادته في تحصيل المزيد من العلوم دفعه إلى الالتحاق بمدرسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في آريس وكان يشرف عليها آنذاك مسعود بلعقون والشيخ عمر دردور، وفي هذه
في بداية 1939 استدعي بن بولعيد لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية وتم تسريحه في 1942 نتيجة الجروح التي أصيب بها ثم تم تجنبده ثانية ما بين 1943 –1944 بخنشلة. وفي هذه الأثناء انخرط بن بولعيد في صفوف حزب الشعب حركة انتصار الحريات الديموقراطية بأريس تحت قيادة مسعود بلعقود وقد عرف بالقدرة الكبيرة على التنظيم والنشاط
يعتبر بن بولعيد من الطلائع الأولى التي انضمت إلى المنظمة السرية بمنطقة الأوراس كما كان من الرواد الأوائل الذين أنيطت بهم مهمة تكوين نواة هذه المنظمة في الأوراس التي ضمت آنذاك خمسة خلايا نشيطة واختيار العناصر القادرة على جمع الأسلحة والتدرب عليها والقيام بدوريات استطلاعية للتعرف على تضاريس الأرض من جهة ومن جهة ثانية تدبر امكانية إدخال الأسلحة عن طريق الصحراء. وفي هذا الشأن يقول عبد القادر العمودي أحد أعضاء مجموعة ال22 في الحديث الذي أدلى به للمركز:" أصدر الحزب أمرا بشراء الأسلحة لغرضين:
- شراء سلاح وذخيرة يوجه لتحضير انطلاق الثورة كاحتياط استراتيجي.
- شراء سلاح يوجه لتدريب المناضلين.
. وقد كلف بن بولعيد في أكتوبر 1953 وبتدعيم من نشطاء L’OS بالاتصال بزعيم الحزب مصالي الحاج الذي كان قد نفي في 14 ماي 1954 إلى فرنسا ووضع تحت الإقامة الجبرية، وذلك في محاولة لإيجاد حل وسطي يرضي المركزيين والمصاليين لكن تعنت مصالي وتمسكه بموقفه أفشل هذا المسعى. ومرة أخرى يحاول بن بولعيد في محاولة ثانية لإيجاد مخرج من الأزمة التي يتخبط فيها الحزب الإتصال بمصالي الحاج بنيور NIORT في الفترة من 23 إلى 26 فيفري 1954 غير أن جواب هذا الأخير كان بإعلان ميلاد "لجنة الإنقاذ العام" في الشهر الموالي (مارس).


الشهيد ديدوش مراد

ولد ديدوش مراد يوم 13 جويلية 1927 بحي المرادية بالعاصمة، تنتمي أسرة ديدوش مراد إلى منطقة ابسكرييين بنواحي أزفون بالقبائل الكبرى، 
تحصل على الشهادة الابتدائية عام 1939، ثم واصل دراسته بالثانوية التقنية بالحامة العناصر إلى غاية 1942.
غادر الثانوية التقنية عام 1942، وانتقل إلى قسنطينة لمواصلة دراسته،
أنخرط في صفوف حزب الشعب الجزائري في 1943 وهو ابن السادسة عشر ليكون أحد المؤطرين لأحداث الثامن ماي 1945 بالجزائر العاصمة ليتولى بعدها الإشراف على أحياء المرادية والمدنية وبئر مراد رايس عام 1946.
فتولي مناصب هامة ضمن المنظمة الخاصة الجناح المسلح لحركة انتصار الحريات الديمقراطية والتي أوكلت مهمة تأسيسها لمحمد بلوزداد، وفي هذا الصدد كلف بالإشراف على بعض أحياء العاصمة
" سي عبد القادر" وهو اسمه الثوري ألقي عليه القبض في وهران، قدم أمام قاضي التحقيق بعدة اتهامات لكنه تمكن من الفرار.
كما قام رفقة مصطفى بن بولعيد بإنشاء نواة لصناعة المتفجرات وهذا في عام 1952، ونظرا لما يتمتع به من مميزات القائد المحنك، وللظروف الغير المواتية، أرسل إلى فرنسا للعمل كمساعد لبوضياف في تنظيم خلايا الحزب.
وفي 18 جانفي 1955 كان العقيد ديدوش مراد رفقة 17 مجاهدا يحاولون الإنتقال من " بني ولبان" إلى دوار " الصوادق" بمنطقة السمندو بقسنطينة زيغود يوسف حاليا، توقفوا في وادي بوكركر، ولكن على إثر وشاية أحد العملاء، وجدوا أنفسهم محاصرين بمضلي العقيد " دو كورنو" Ducournan.
وأصطدم الطرفان في معركة غير متكافئة، إنتهت بإستشهاد البطل "ديدوش مراد".وهكذا يسقط قائد منطقة في ميدان الشرف والثورة في أوجها تاركا وراءه أقواله الخالدة:
" لسنا خالدين سيأتي بعدنا جيل يحمل مشعل الثورة".
"يجب أن نكون على استعداد للتضحية بكل شيء بما في ذلك حياتنا فإذا استشهدنا فحافظوا على مبادئنا"


الشهيد باجي مختار

ولد باجي مختار في 17 أفريل 1919 بمدينة عنابة وكان ينتمي لعائلة ميسورة الحال، تتكون من الأبوين وأربعة أطفال، والده كان باشا عدل بمحكمة عنابة، درس في مدرسة الأهالي الابتدائية (ماكس مارشان)، أنهى فيها المرحلة الابتدائية لينتقل بعدها إلى المجمع المدرسي الذي يعرف حاليا بأسم إبن خلدون لمواصلة المرحلة الإعدادية وهذا في سنة 1936.
كان أول نشاط لباجي مختار داخل الجمعيات والنوادي الثقافية والرياضية والكشافة الإسلامية، ومن هنا أسس أول أفواج الكشافة الإسلامية الجزائرية - فوج الفلاح- في شرق البلاد سنة 1941، في الوقت الذي أصبح فيه "ديدوش مراد" أحد قادة الحركة الكشفية الجزائرية.
دامت مهمته مدة أكثر من سبع سنوات يدرب الشباب على فن القتال وتركيب الأسلحة واستعمالها.
كما كان يتردد على "نادي الشبيبة الإسلامية" أين سمع لأول مرة عن تكوين خلية جديدة لحزب الشعب الجزائري، فأسندت مهمة الإشراف على هذه الخلية إلى هميسي عبد المجيد" ثم أخيه " هميسي لعلا" الذي أصبح باجي مختار عضوا فيها مع " بوعالي علي"، " دربال حملاوي" " محمد ولدزاوية" .
في هذه الفترة أستدعي لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية ولكي يتملص من ذلك اهتدى إلى فكرة الصوم لدرجة أنه نقل على عربة إلى لجنة الكشف الطبي أين تقرر بعدها إعفاؤه من التزامات الخدمة العسكرية تفرغ بعدها إلى نشاطه السياسي ضمن حزب الشعب الجزائري الذي تعرض للحل عشية الحرب العالمية الثانية لكن إستعاد في ما بعد نشاطه بشكل رسمي بعد إطلاق سراح مصالي الحاج تحت إسم جديد وهو:"حركة إنتصار الحريات الديمقراطية" M.T.L.D
كلف من طرف حركة انتصار الحريات الديمقراطية بالانضمام إلى صفوف المنظمة السرية (L’o.s) التي تأسست لتكوين الجناح العسكري للحركة، وكلف بتشكيل أولى الأفواج العسكرية مع زملائه: حسين كافي، محمد ولد زاوية، يونس بن عصمان.
ألقي عليه القبض في 27 أفريل 1950 ولم يستطع العدو رغم أنواع التعذيب أن ينتزع منه أي سر عن تنظيمات الجهاز السري وعن خلايا الحركة الوطنية وهذا في سجن عنابة بعدما كان في سجن قالمة حكم عليه بخمسة سنوات سجنا ثم خففت بقرار من محكمة الاستئناف بالجزائر إلى ثلاث سنوات سجنا نافذة
بمجرد إطلاق سراحه من سجن الشلف وهذا في 02 أفريل 1953 إهتم بإدارة مزرعة والده، مموها بذلك نشاطه حيث أصبح يقوم بالتحضيرات العسكرية بالنسبة للمناطق التي كانت تحت قيادته منها: الونزة، واد الكبريت، عنابة، حنانشة، عين تحمامين، بوشقوق " مداوروش"
وفي هذه الفترة كانت العناصر النشطة من مناضلي الحركة الوطنية تعمل من أجل الانتقال إلى العمل الثوري وذلك بتأسيس حركة قوية هدفها الكفاح المسلح أطلقوا عليها اسم " اللجنة الثورية للوحدة والعمل" “C.R.U.A” وهذا في 23 مارس 1954 وكان معظم أعضائها من الأعضاء السابقييين للمنظمة الخاصة.
بعدها كلف باجي مختار رسميا من طرف ديدوش مراد بالتسيير السياسي والعسكري للمنطقة الحدودية الجزائرية- التونسية. وهي المنطقة التي تمتد من القالة شمالا إلى تبسة جنوبا، والتي عرفت في ما بعد بالقاعدة الشرقية.
ألقي عليه القبض من طرف الشرطة الفرنسية وبعد 4 أيام من التحقيق أطلقت سراحه لأنها لم تعثر على دليل تدينه به وكان هذا في 31 أكتوبر 1954.
وفي 19 نوفمبر 1954 وإثر وشاية من أحد الخونة، حوصرت المزرعة المتواجد بها مختار وفوجه المتكون من 15 مجاهدا ولما علم باجي مختار بذلك أعطى أوامره لرفاقه بخوض المعركة لكن خارج بيت المضيف فاستخدمت قوات العدو الأسلحة الأوتوماتيكية ومدافع الهاون والطائرة الحربية التي كانت تحلق في سماء المعركة.
سقط باجي مختار في ميدان الشرف يوم 19 نوفمبر 1954 مع رفقاء السلاح: محمد طرابلسي، مسعود عنتر، محمد بناني واستشهدت معهم فتاة في السادسة عشر من عمرها .



الشهيد محمد العربي بن مهيدي

ولد الشهيد محمد العربي بن مهيدي سنة 1923 بدوار الكواهي، ضواحي عين مليلة .
وفي مدينة بسكرة، تابع محمد العربي دراسته في القسم الإعدادي باللغة العربية،. وبعد افتتاح أول مدرسة للتربية والتعليم ببسكرة أوائل سنة 1943، التحق بها الشهيد
انضم محمد العربي إلى صفوف الكشافة الإسلامية في سن مبكرة (سنة 1939)، بفرع "الرجاء" بمدينة بسكرة وأصبح قائدا لفوج الفتيان بفضل انضباطه التام. لينضم في 1942 إلى خلية حزب الشعب التي كان يترأسها آنذاك أحمد غريب، ومنذ هذا الوقت ازداد نشاطه وصلبت إرادته.
في مطلع شهر مارس من نفس السنة (1944) تأسس حزب أصدقاء البيان والحرية الذي ضم في صفوفه جميع الحساسيات الموجودة في الساحة، فانضم إليه الشهيد عن قناعة وإيمان عميقين، وقبل حلول شهر ماي 1945 أصدر الحزب أوامر لمناضليه من أجل التحضير ليوم 8 ماي، وذلك بالمطالبة بتحرير زعيم الحزب "مصالي الحاج" واستقلال الجزائر. وبمقر نادي بسكرة الذي كان محمد العربي كاتبا عاما له، والموجود بنهج "بولفار" سابقا، تمت خياطة العلم الجزائري تحت رعايته هو، كما قاد المظاهرات العارمة في اليوم الموعود رفقة المناضل محمد عصامي، وهما العنصران النشيطان اللذان ألقت عليهما شرطة العدو القبض أسبوعا واحدا بعد ذلك، ودامت فترة احتجاز الشهيد 21 يوما، تعرض خلالها للبحث والاستنطاق تحت ألوان شتى من التعذيب غير أنه لم يكشف عن أي سر. اصبح في سنة 1949 مسؤولا عن ناحية سطيف حيث شغل منصب نائب لرئيس التنظيم السري. وفي سنة 1950 تم تحويل هذا الأخير لنفس المهمة بالجزائر العاصمة وضواحيها فتولى محمد العربي مسؤولية التنظيم لناحية قسنطينة، عنابة وتبسة.
بعد حدوث أزمة 1953 قرر خمسة شبان وهم: مصطفى بن بولعيد، ديدوش مراد، محمد العربي بن مهيدي، محمد بوضياف ورابح بيطاط الإنتقال الفوري إلى الكفاح المسلح، وفي مارس 1954 تأسست "اللجنة الثورية للوحدة والعمل" على يد أولئك الرجال. وفي 23 جوان 1954 إجتمع 22 عضوا بارزا من المنظمة الخاصة في بيت المناضل إلياس دريش بأعالي العاصمة، ومنهم بن مهيدي، وهو الإجتماع الذي قال فيه كلمته الشهيرة "ارموا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب"، شارك الشهيد في أشغال مؤتمر الصومام (20 أوت 1956) وفي نهايته أسندت له مهمة الإشراف على العمليات الفدائية في إطار لجنة التنسيق والتنفيذ. وعلى هذا تنقل الشهيد إلى قلب العاصمة في أكتوبر 1956 لتنظيم خلايا الفدى، حيث كان يردد "سأحول مدينة الجزائر إلى ديان بيان فو ثانية" في جانفي 1957 نظم إضراب الثمانية أيام الذي إنطلق يوم 27 جانفي ودام إلى غاية 4 فيفري من نفس السنة. ولكن بعدها بأيام قلائل (23 فيفري 1957) ألقي القبض على الشهيد بن مهيدي من طرف فرقة المظليين بالعاصمة، فتعرض للبحث والإستنطاق بوسائل تعذيب جهنمية غير أنه كان يردد أمام جلاديه "أمرت فكري بأن لا أقول لكم شيئا" وعندما سأله أحد الصحفيين لم تضعون القنابل في القفف لتنفجر في وجه الجيش الإستعماري أجابه الشهيد بذكاء:" إعطونا طائراتكم ومدافعكم نعطيكم قففنا."
وهنا فقط قررت حكومة العدو تصفيته يوم 4 مارس 1957. قال عنه السفاح بيجار:" لو كانت لي ثلة من أمثال محمد العربي بن مهيدي لفتحت العالم.



الشهيد سويداني بوجمعة

ولد الشهيد سويداني بوجمعة بمدينة قالمة سنة 1922، مات والده وتكفلت امه بتربيته ،فأدخلت إبنها المدرسة الفرنسية إلى أن تحصل على الشهادة الإبتدائية عام 1939. عمل عند احد المعمرين الفرنسيين يدعى" أتياس"، حيث ضمه إلى العمل كتيبوغرافي في مطبعته الكائنة بشارع سليمان عمار بمدينة قالمة
انضم الشهيد إلى فوج "النجوم" التابع للحركة الكشفية الجزائرية بالمدينة، إضافة إلى كونه عضو مؤسس لفريق الأمل الرياضي لمدينة قالمة سنة 1941،. ومن المواقف الباسلة التي لا يزال التاريخ يحفظها لهذا البطل إقدامه على بيع زربية أمه ليتمكن من تغطية نفقات تنقل فريقه حتى لا ينهزم غيابيا أمام أحد فرق العدو.
كان الشهيد قد ذاق مرارة السجن سنة 1941، بسبب مواقفه الوطنية الرافضة للتمييز والتسلط الفرنسي ضد الجزائريين، الذين كان يحرم عليهم ارتياد بعض الأماكن العمومية كدور السينما، الأمر الذي دفعه ذات يوم إلى تنظيم مظاهرة بالحي الشعبي بالمدينة رفقة نفر من شباب الحي استنكارا لذلك الموقف العنصري الحاقد، فألقي القبض إثرها على ثلاثة منهم، كان الشهيد على رأسهم، حيث صدر في حقه حكم بالسجن لثلاثة أشهر وغرامة مالية قدرها 600 فرنك قديم. في عام 1944 استدعي الشاب بوجمعة لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية، . وقبل أن يتم تسريحه نهائيا من الخدمة العسكرية بعد قبول شكاية والدته على أساس أنه الكافل الوحيد للعائلة، أقام الشهيد علاقة وطيدة مع أحد المتطوعين في الجيش الإستعماري، وكان مسؤولا على مخزن الأسلحة، فراودته فكرة استعماله، طالبا منه اختلاس قطع من السلاح مقابل مكافأة مالية، وبعد الاتفاق، قام المعني بإخراج الأسلحة على دفعتين، تمثلث في (2 ماط 49 ). مسدسين، وحوالي (120) خرطوشة، ولكن انكشف أمر هذا المتطوع عند محاولته الثالثة، فباح بالسر تحت ضغط التعذيب. مما سمح للعدو باكتشاف المخبأ الذي كان يجتمع فيه المناضلون وتخزن فيه الأسلحة المسروقة. فأودع الشهيد السجن في شهر جويلية 1946 ليقدم للمحاكمة شهرين بعد ذلك فصدر في حقه حكم بالسجن لمدة سنة ونصف، وبعد قضائه لفترة قصيرة بسجن "لامبيز" تم تحويله للعمل في مزارع المعمرين بنواحي قالمة وعزابة.
بعد استنفاذه للعقوبة حيث انضم بعد مدة قصيرة إلى المنظمة السرية "L’OS "، إذ طلب منه الأشخاص الثلاثة الذين اتصلوا به لهذا الغرض، ومنهم الطيب بولحروف، الإشراف على عملية التدريب العسكري للمناضلين، وبحكم خبرته لعب الشهيد دورا رائدا في عملية إعداد الكوادر استعدادا للمرحلة القادمة. وقام الشهيد رفقة مجموعة من مناضلي L’OS شهر أكتوبر 1948 بنقل كمية من السلاح والذخيرة من قالمة إلى نواحي سكيكدة على متن سيارة، فاعترض طريقهم حاجز لجندرمة العدو، وبعد تبادل إطلاق النار بين الطرفين فر البطل هاربا رفقة مناضلين آخرين.
في عام 1951 انتقل للإقامة بدوار حلوية بالصومعة ولاية البليدة أين لقب "بسي الجيلالي" لإبعاد الشبهات عنه.) كما شارك في اشتباك بمدينة بودواو (بومرداس) تمكن خلاله من القضاء على مفتش الشرطة المدعو "كولي"، ليظهر بعدها سنة 1952 بأقصى البلاد حيث شارك في الهجوم على خزينة شركة جبل العنق بنواحي تبسة، فحكم عليه بعدها بالإعدام غيابيا. وقبل هذا التاريخ بأشهر قليلة كان الشهيد قد شارك أيضا في الهجوم الذي استهدف السطو على خزينة مركز البريد لمدينة وهران بهدف جمع الأموال تحضيرا لإنطلاق الثورة. وفي غمرة هذه الإنجازات عاد "سي الجيلالي" إلى منطقة متيجة، أين أسندت له القيادة مهمة تحضير الثورة بها، فقام بتنظيم ما يقرب من 200 مناضل، 18 قائد فوج، وكذا إنشاء فريق متخصص في صنع العبوات الناسفة وقنابل المولوتوف المحرقة، تحت إشراف الشهيد ديدوش مراد.
في ليلة أول نوفمبر 1954 قاد الشهيد مجموعة من الجنود في هجوم إستهدف ثكنة بوفاريك أين وجد مساعدة من طرف أحد المجندين الجزائريين بها، يدعى بن طبال عبد القادر الذي ربط معه علاقة سابقة لأجل هذا الغرض، والذي فر إثرها من الجيش وعدد آخر من المجندين الجزائريين، رفقة الشهيد. وفي اليوم الأول من نوفمبر وعلى الساعة الرابعة وقع أول إشتباك مع قوات العدو انسحب بعده الشهيد ومجموعته إلى مقطع الأزرق ببلدية بوقرة.
في 12 جانفي 1955 نقل مقر قيادته إلى مكان آخر ما بين بوركيكة وحمر العين، حيث قام بعملية توعية وسط الجماهير قصد تجنيدهم في الثورة.
، كان سويداني متجها من الصومعة الى القليعة على متن دراجته النارية من نوع " فيسبا" فاجأه حاجز للدرك الفرنسي بوادي مزفران نصب خصيصا للقبض على المساجين الفارين من سجن شرشال. وهنا حاول الشهيد العودة من حيث أتى لكن قوات الدرك وبمساعدة بعض "الحركة" كانت له بالمرصاد، إذ إنتهى الإشتباك بين الطرفين بسقوط "سي الجيلالي" شهيدا يوم 17 أفريل 1956



الشهيد عثمان بلوزداد


ولد عثمان بلوزداد سنة 1929 "بحي بلكور" عمل كأمين لمخزن قطع الغيار.
كان مناضلا في المنظمة الخاصة وتبنى الاتجاه الثوري الذي كان يؤمن بفكرة العمل المسلح لإنهاء الاستعمار.
أنضم إلى اللجنة الثورية للوحدة والعمل بعدما إتصل به زوبير بوعجاج.
أول اجتماع حضره عثمان بلوزداد كان في 27 أوت 1954، الذي انعقد بالمدنية( كلو-صالومبيي) سابقا وكان الاجتماع تحت رئاسة بن بولعيد وبحضور كل من محمد مرزوقي، رابح بيطاط وبوشعيب أحمد كان عثمان بلوزداد عضوا في المجموعةال22 التي اجتمعت في جوان 1954 وقررت الإعلان عن الثورة.
وحسب ستورا فإن عثمان بلوزداد كان حاضرا في اجتماع 27 أوت 1954 وغائبا في اجتماع ال22 في أكتوبر 1954.
يعتبر بلوزداد مدبر الهجوم الذي استهدف PETROLES MORY سنة 1954، فألقي عليه القبض في 07 نوفمبر 1954 وتعرض لتعذيب قاس رفض أثناءه الكلام فحوكم سنة 1956 وأثناء المحاكمة أعلن عثمان بلوزداد انتماءه لحزب جبهة التحرير الوطني.
بعد الإستقلال لم يتول عثمان بلوزداد أية مسؤولية سياسية وهو يعيش حاليا بالجزائر العاصمة



المجاهد محمد بوضياف

إسمه الثوري "سي الطيب الوطني"، ولد في 23 جوان 1919 بالمسيلة في وسط عائلي جد فقير، دخل المدارس القرآنية ثم المدارس العمومية بمسقط رأسه ولكنه تركها في سن مبكرة نظرا لحالته الصحية الصعبة (أصيب بمرض السل) وحالة عائلته الصعبة وهذا ما أضطره للخروج من مسيلة مسقط رأسه بحثا عن العمل، وليستقر بمدينة جيجل حيث تحصل على عمل وعمره لم يتجاوز السادسة عشر، بعدها شغل منصبا بقباضة البلدية برج بوعرريج لأنه متحصل على شهادة المالية.
أدى الخدمة العسكرية الإجبارية وعند عودته إنظم إلى حزب الشعب- حركة إنتصار للحريات الديمقراطية 1939 -وبهذا بدأ أول نضاله السياسي الذي توج بمسؤوليته الجهوية عن حزب الشعب الجزائري بسطيف سنة 1947 عن حزب الشعب الجزائري وهذا بعد أن برع في مسؤولية المحلية ببرج بوعريرج.
أصبح عضوا في المنظمة السرية عرف بإسم (سي صادق) ثم بإسم (سي الطيب) كمسؤول عن منطقة قسنطينة، وبعد حل المنظمة في 1950 حاكمته السلطات الفرنسية غيابيا ب 10 سنوات سجن. بعدها بثلاث سنوات (1953) تقلد منصب مسؤول فيدرالية فرنسا وظهرت فعالية الرجل من خلال معارضته لسياسة مصالي الحاج وتجاوزه للخلافات الحادة بين المصاليين والمركزيين بإسهامه سنة 1954 في ميلاد اللجنة الثورية للوحدة والعمل، كان منسقا للقيادة التاريخية، لجنة (6)، كما إلتحق بعدها بالوفد الخارجي للثورة الجزائرية (1858-1960) شارك بتاريخ: 12 جوان 1954 في تأسيس " حزب جبهة التحرير الوطني" و عمل على إقناع المركزيين بضرورة الإسراع في إندلاع الثورة في تاريخها، كان من القياديين الأوائل ليلة الفاتح من نوفمبر 1954، عمل كنسق وطني فمسؤول عن منطقة الغرب الجزائري مكلف بالإشراف على تنظيم وتمويل الثورة والتنسيق مع الولايات بعدها شغل منصب عضو المجلس الوطني للثورة الجزائرية (1958-1960).
22 أكتوبر 1956، إعتقل في حادثة إختطاف الطائرة المغربية المتوجهة بوفد قادة الثورة إلى تونس لحضور أشغال المؤتمر المغاربي للسلام ، ليفرج عنه بعد وقف إطلاق النار (مارس 1962)، بعدها كان الإنتماء إلى الحكومة المؤقتة كوزير دولة ثم نائب ثان لرئيس المجلس في الحكومة المؤقتة(أوت 1961) وفي جويلية 1962. شغل منصب عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني .
حاول إنهاء النزاع بين الحكومة المؤقتة وقيادة الأركان، لكن بعد فشله قدم إستقالته، عارض ديكتاتورية الحزب الواحد. وندد بالإنحراف وسياسة الإضطهاد الممارس ضد المعارضة، وفي سبتمبر 1962، إنسحب من منصبه بالمكتب السياسي لينشىء (حزب الثورة الإشتراكية) في 20 سبتمبر 1962 في ظروف إستثنائية. إعتقل بعدها بجسر حيدرة بالجزائر العاصمة في (21 جوان 1963) وسجن لمدة 03 أشهر في أقصى الجنوب وبعد الإفراج عنه فضل المنفى الاختياري بالمغرب أين واصل نشاطه المعارض من خلال تشكيله في 1964 للجنة الوطنية للدفاع عن الثورة واستمر إلى غاية وفاة الرئيس هواري بومدين ديسمبر 1978، بعدها حل حزبه وهنا نذكر أنه، خلال السنوات التي قضاها بوضياف في منفاه الإختياري رفض كل العروض التي قدمت له من قبل رفاق السلام الذين تعاقبوا على الحكم حتى أن بومدين عرض عليه العودة إلى الجزائر لكنه رفض.




الشهيد بن عبد المالك رمضان





ولد الشهيد بن عبد المالك رمضان يوم 20 مارس 1928 بمدينة قسنطينة،. دخل المدرسة وحصل على الشهادة الإبتدائية باللغة الفرنسية وهذا بمؤسسة أراقو (جمعية السلام فيما بعد)، ليتابع دراسته إلى غاية نهاية المرحلة المتوسطة. ويتحول بعدها إلى التجارة. دخل الشهيد ميدان العمل السياسي في سن مبكرة جدا، إذ انخرط في صفوف حركة أحباب البيان والحرية سنة 1945، كما أن مجازر الثامن من ماي بالشرق الجزائري جعلته يقتنع بحتمية الكفاح المسلح. لينضم سنة 1946 إلى حركة الإنتصار للحريات الديمقراطية. وعند تأسيس المنظمة السرية في فيفري 1947 كان الشهيد من بين أعضائها ومن العناصر التي تولت منصب المسؤولية في الشرق الجزائري.
غير أن نشاطه الواسع كان كفيلا بإثارة أعين العدو وخدامه، إذ تم إعتقاله عام 1952 مرتين فأودع السجن لكنه تمكن في كلا المرتين من الفرار، إحداهما من سجن سوق أهراس، والثانية من عيون بوزيان. في سنة 1952 دائما، ونتيجة لوشاية من طرف أحد الخونة، كادت شرطة العدو السرية أن تلقي عليه القبض رفقة جمع من رفقائه، لكنه تمكن من الإفلات منهم، والإختفاء عن الأنظار لمدة من الوقت. غير أن الإستعمار وفي 29 أكتوبر من نفس السنة يتمكن فعلا من إلقاء القبض على مجموعة من المناضلين، واستطاع الجلادون بعد أن أذاقوهم ألوانا من التعذيب الوحشي أن ينتزعوا منهم معلومات مكنت الشرطة من اكتشاف أماكن التدريب ومخازن الأسلحة، فقبض إثرها على البعض وفر البعض الآخر هاربا، وكان الشهيد بن عبد المالمك رمضان من بينهم.
وفي 4 نوفمبر 1954، سقط البطل على مذبح الحرية إثر وشاية في منطقة سيدي العربي بولاية مستغانم بعد أن خاض معركة ضارية ضد قوات العدو. وبذلك يكون أول شهيد سقط فداء للوطن والحرية. يذكر أن الشهيد يعتبر عضوا في مجموعة ال22، شارك في اجتماع جويلية الشهير، وساهم في الإعداد لإندلاع الثورة. إضافة إلى قيامه بعدة عمليات في نفس الإطار.





بن عودة بن مصطفى.


ولد بن عودة بن مصطفى بعنابة في 27 سبتمبر 1925.
في 11 مارس 1937 رفع بن عودة فيها العلم الوطني في مظاهرة بمناسبة تأسيس حزب الشعب الجزائري، ردا على حل نجم شمال إفريقيا في أواخر جانفي من نفس السنة.
وفي الفترة ما بين 1936-1937 ومع ظهور الحركة الكشفية انخرط في فوج "المنى"، أصبح يعمل في هذا الحزب بسرية إلى أن ألقي عليه القبض رفقة مناضلين لأول مرة في سنة 1944. وأصدر عليه الحكم بالسجن مدة عامين و60 ألف فرنك فرنسي كغرامة وخمس سنوات كمنع للإقامة
وفور خروجهم من السجن استدعاهم الحزب لاستئناف النشاط النضالي إلى أن انعقد مؤتمر الحزب في منتصف فيفري لإنشاء المنظمة الخاصة واتصل ببن عودة المدعو عمار "الجيلالي بالحاج" وأطلعه على تأسيس المنظمة والأهداف التي ترمي إليها ، كما أخبره بأنه وقع عليه الاختيار ليكون مسؤولا على التنظيم عن قطاع عنابة وضواحيها. وكان مسؤوله المباشر هو "حسن بن زعيم" الذي عين على رأس ناحية عنابة كلها ..هكذا واصل نضاله إلى أن قبض عليه للمرة الثانية سنة 1950 إثر عملية تبسة،
.سجن مدة 13 شهرا في السجن الكبير بعنابة ما بين 1950 إلى غاية 1951 أين تمت عملية الهروب مع رفقاء آخرين من بينهم عبد الباقي بخوش وسليمان بركات رفقة زيغود يوسف الذي أسر بنفس التهمة في 21 أفريل وتمت هذه العملية بواسطة صنع مفاتيح لأبواب السجن وهذا انطلاقا من مهارة زيغود يوسف الذي كان يتقن حرفة النجارة والحدادة.
انضم إلى "اللجنة الثورية للوحدة والعمل" بجانب زيغود يوسف وديدوش مراد والتي تكونت نتيجة الأزمة التي كانت تعاني منها حزب الشعب - حركة إنتصارالحريات الديموقراطية ولكن بمجرد ظهور مؤشرات فشلها، سعى كل من ديدوش مراد- زيغود يوسف- مصطفى بن عودة إلى المشاركة في بلورة فكرة اندلاع الثورة حيث كان بن عودة من بين الذين شاركوا في اجتماع ال22 إضافة إلى هذه المشاركة ساهم في كتابة بيان أول نوفمبر، واستعان في هذه العملية بمناضلين من المنظمة السرية.
وبعد اندلاع ثورة أول نوفمبر اجتمع زيغود يوسف وبن طوبال وبن عودة لتقييم الوضع خاصة بعد استشهاد عدد من المجاهدين على رأسهم باجي مختار، ديدوش مراد واعتقال آخرين، ومن أجل إعادة الإطمئنان إلى نفوس المجاهدين وتشجيعهم لمواصلة الكفاح المسلح وربط الثورة بالشعب قام هؤلاء بعدة كمائن ضد القوات الإستعمارية وعدة هجومات كهجوم 20 أوت 1955 الذي كان له صدى كبيرا في الأوساط الفرنسية وفئات الشعب الجزائري. تواصلت نشاطات سي عمار إلى أن شارك في مؤتمر الصومام 20 أوت 1956 الذي يعد حسب رأيه بمثابة بيان أول نوفمبر ثان.
واصل سي عمار نشاطاته النضالية في لبنان حيث كان له علاقات مع الطلبة ومناضلي مكتب جبهة التحرير الوطني في لبنان.
بعد أن قضى سي عمار الثلاثة أشهر في لبنان عاد إلى تونس وأصبح مسؤولا عن التسليح والإتصالات العامة ثم شارك مع الوفد الثاني لاتفاقيات إيفيان وعين كممثل لجيش التحرير الوطني.
عاد إلى الجزائر في مارس 1962 برفقة بومدين وبعدها كلف بمهة إلى باريس كملحق عسكري. بعد الإستقلال تقلد منصب ملحق عسكري في القاهرة، باريس ثم تونس، وبعدها سفيرا في ليبيا سنة 1979.
ومنذ المؤتمر الرابع لحزب جبهة التحرير الوطني شغل منصب رئيس لجنة الإنضباط بالحزب وأخيرا منصب رئيس مجلس الإستحقاق الوطني أثناء فترة الرئيس الشاذلي بن جديد.





سليمان(لخضر) بن طوبال
من مواليد 1923 بميلة . انخرط بن طوبال مبكرا في صفوف حزب الشعب الجزائري كمناضل.
وعند إعلان ميلاد المنظمة السرية في 1947 كان بن طوبال أحد أعضائها النشطين في منطقة قسنطينة خاصة خلال فترة 47-48 وظل على هذا الحماس والهمة إلى غاية اكتشاف وتفكيك المنظمة السرية في مارس 1950 بعد قضية تبسة، أصبح بن طوبال كالكثير من رفاقه مطلوبا بالحاح من قبل السلطات الإستعمارية
وفي هذه المرحلة الحاسمة بالذات تعرف بن طوبال على البطل مصطفى بن بولعيد ورفيقيه شيحاني وعاجل عجول والذين سيكون لهم شأن كبير إبان ثورة نوفمبر 54 بهذه المنطقة.
وبعد تكوين اللجنة الثورية للوحدة والعمل كمرحلة سابقة في الإعداد للثورة المسلحة وظهور حتمية الإلتقاء للنظر في الوضعية التي وصلت إليها البلاد وجه محمد بوضياف نداء لابن طوبال لحضور الإجتماع التاريخي الذي احتضنه منزل المناضل إلياس دريش بالمدنية، وهكذا أصبح سي عبد الله أحد أفراد مجموعة ال22 التاريخية التي اتخذت على عاتقها في لحظة حاسمة من تاريخ الأمة الجزائرية قرار تفجير الثورة وإعلان العصيان العام.
عند تفجير الثورة المباركة كان بن طوبال مسؤولا عن منطقة العمليات القتالية التي تضم جيجل، الشقفة، الطاهير والميلية إلى غاية قسنطينة. ولفك الضغط الكبير والتمركز المكثف لقوات العدو على المنطقة الأولى (أوراس النمامشة) كان بن طوبال أحد مهندسي هجومات الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955 التي أحدثت ارتباكا ورعبا كبيرين لدى جيش العدو والمعمرين.
وعندما تقرر عقد مؤتمر الصومام كان بطلنا أحد أعضاء وفد الشمال القسنطيني إلى المؤتمر والذي قاده زيغود يوسف. كما عين عضوا مستخلفا في المجلس الوطني للثورة الجزائري.
وبعد استشهاد زيغود يوسف، تولى بن طوبال في سبتمبر 1956 قيادة الولاية الثانية. وبهذه الصفة غادر الجزائر رفقة كريم بلقاسم وبن يوسف بن خدة عضوي لجنة التنسيق والتنفيذ في أفريل 1957 باتحاه تونس. وخلال صائفة نفس السنة أصبح عضوا في لجنة التنسيق والتنفيذ وتنسب إليه عملية المساهمة في تنحية المركزيين بن خدة وسعد دحلب من هذه الهيئة. وبعد ذلك تفرغ للمهمة الأساسية التي كلف بها وهي مسؤوليته عن الشؤون الداخلية والتي تعني تنظيم فيدراليات جبهة التحرير الوطني بكل من فرنسا، تونس والمغرب. وقد احتفظ بهذه المسؤولية ضمن التشكيلة الأولى للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية طيلة سنتي 1958-1959 وفي التشكيلة الثالثة للحكومة المؤقتة التي ترأسها بن يوسف بن خدة اصبح بن طوبال وزيرا للدولة دون حقيبة. كما كان عضوا في الوفد الجزائري الذي شارك في مفاوضات لي روس وايفيان الثانية التي توجت أشغالها بإعلان وقف إطلاق النار. وبعد الأحداث التي أعقبت إعلان الإستقلال والمعروفة بأحداث صائفة 1962 تم سجن بن طوبال في قسنطينة قبل أن يطلق سراحه ليعود إلى العاصمة ويصرح:"إن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية قد أعطت موافقتها على تشكيلة المكتب السياسي ومحمدي السعيد ذهب مبعوثا إلى تلمسان… إن المكتب السياسي يعتبر أفضل من حالة الشغور السياسي.


الشهيد زيغود يوسف

ولد الشهيد زيغود يوسف يوم 18 فيفري 1921 بدوار الصوادق بسمندو قرب سكيكدة، وهي البلدية التي صارت اليوم دائرة تحمل إسمه بولاية قسنطينة.
بالموازاة مع تردده على الكتاب لحفظ ما تيسر من القرآن الكريم، دخل البطل المدرسة الفرنسية، وبعد تحصله على الشهادة الإبتدائية غادر مقاعد الدراسة في بداية الثلاثينات تحت ضغط الحاجة والفقر،
بالموازاة مع انضمامه إلى الكشافة الإسلامية الجزائرية، مدرسة الوطنية، انخرط الشهيد "سي امحمد" وهو اسمه الثوري في صفوف حزب الشعب الجزائري، وأصبح المسؤول الأول بقريته سنة 1938 وهو لا يزال في عنفوان الشباب. الأمر الذي مكنه من النجاح في تنظيم مظاهرات 08 ماي 1945 السلمية بناحية سمندو حيث رفع العلم الوطني الذي خاطته زوجته بمساعدة إحدى جاراتها، وحسب بعض المصادر فإن السلطات الإستعمارية ألقت القبض على الشهيد في أعقاب المظاهرات وأودعته السجن ثم أطلقت سراحه بعد فترة من الإعتقال.
في سنة 1947 برز زيغود يوسف كمرشح لحركة الإنتصار للحريات الديمقراطية في القوائم الإنتخابية لبلدية سمندو وفاز في هذه المعركة باستحقاق كبير رغم مكائد الإدارة الإستعمارية وألاعيبها التزويرية، ليصبح بذلك نائبا لرئيس البلدية في الفترة ما بين 1947 و1949.وفي خضم نشاطه النضالي وتطلعاته الواسعة واتصالاته الحثيثة بالمسؤولين الكبار في المنظمة السرية L’OS لحركة الإنتصار، أشرف زيغود على تنظيم هذا الجهاز شبه العسكري وعمل على تطوير نشاطه بالمنطقة. وعلى الرغم من الحيطة والحذر الكبيرين اللذين ميزا مناضلي وأعضاء هذا التنظيم، إلا أن البوليس الفرنسي تمكن من اكتشاف أمره سنة 1950 على إثر ما عرف بحادثة "تبسة" أو "مؤامرة 1950". فتعرض خلالها مئات المناضلين للإعتقال في عدة مدن وقرى من التراب الوطني، وكان زيغود من بينهم، حيث أودع سجن عنابة، غير أنه فكر في الهروب منه قبل حلول موعد محاكمته. هكذا، وبعد محاولة أولى فاشلة، تمكن سي امحمد من الفرار في المحاولة الثانية بعد تمكنه من صنع مفتاح لباب سجنه بواسطة أدوات ووسائل بسيطة، ووقع الإختيار على ليلة 21 أفريل 1951 لتنفيذ الخطة، فهرب شهيدنا رفقة ثلاثة من المناضلين وصلوا إلى مسقط رأس زيغود.
واصل زيغود يوسف نشاطه الدؤوب سرا بعد ذلك في منطقة الأوراس، ثم عاد مجددا إلى نواحي قسنطينة بعد حدوث أزمة حركة الإنتصار عام 1953. وهنا بدأ التفكير في الإعداد للعمل المسلح، وكان زيغود يوسف في هذا الإطار من المناضلين الأوائل الذين حضروا اجتماع المدنية بالعاصمة في ربيع سنة 1954 والذي عرف تاريخيا باجتماع مجموعة ال22 التاريخية الذي تقرر خلاله إعلان الثورة.
كما تمخض عنه تعيين الشهيد كنائب أول لقائد المنطقة الثانية (الشمال القسنطيني) ديدوش مراد، الأمر الذي مكنه من المساهمة مع بقية المسؤولين في الإعداد للثورة بتلك الجهة. وما إن انطلقت الرصاصة الأولى ليلة الفاتح من نوفمبر 1954، حتى كان "سي امحمد" يشرف بنفسه على الهجومات التي قام بها الفوج الأول من المجاهدين على ثكنة الجندرمة بمدينة سمندو.
أسندت قيادة المنطقة إلى زيغود يوسف بعد استشهاد القائد، ديدوش مراد ،وشارك في هجومات 20 أوت 1955 والتي وصفت بالثورة الثانية بعد ثورة أول نوفمبر.
مشاركته في مؤتمر الصومام يوم 20 أوت 1956 كانت نوعية وبواسطة وفد هام، والأمر نفسه ينطبق على عضويته في المجلس الوطني للثورة الجزائرية، الهيئة القيادية العليا للثورة، بعد أن رقي إلى رتبة عقيد
في ليلة 23 سبتمبر 1956 سقط زيغود شهيدا بعد كمين نصبته له قوات العدو، وهو في طريقه لأداء إحدى المهمات وهذا بعد معركة ضارية، وشاء القدر أن يستشهد البطل في نفس المكان الذي استشهد فيه ديدوش مراد (وادي بوكركر).




المجاهد رابح بيطاط

من مواليد 19 ديسمبر 1925 بعين الكرمة ولاية قسنطينة، زاول دراسته الابتدائية التي توجت بحصوله على الشهادة الإبتدائية، انضم في ال 17 من عمره إلى صفوف حزب الشعب الجزائري 1942 وسرعان ما تألق في صفوفه بفضل قدراته على التنظيم والقيادة. مما عجل بتعيينه منذ 1945 مسؤولا للحي، وقد كان من بين منظمي مظاهرات شهر ماي 1945 .التحق بصفوف المنظمة السرية ( OS ) بمجرد إنشائها سنة 1948 وهي الفترة التي انتمى خلالها إلى صفوف الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية التي كان من بين أبرز مناضليها. وبعد اكتشاف المنظمة السرية سنة 1950 أصدرت ضده السلطات القضائية بمدينة بون (عنابة ) والجزائر أوامر بالتوقيف حيث حكمت عليه الجنايات ببون ( عنابة ) يوم 30 جوان 1951 بخمس سنوات سجنا و10 سنوات منعا للإقامة.ومن سنة 1951 إلى 1953 تنقل للعيش في جبال منطقتي ميلة وجيجل قبل الإلتحاق بجبال الأوراس رفقة بن طوبال وسليمان بركات، حيث احتضنهم السكان وبعد القمع الذي سلط على المدينة اضطر لمغادرتها متوجها إلىالجزائر العاصمة حيث تقاسم مع بن ميلة المعيشة داخل دكان المناضل كشيبة عيسى في نهاية 1953 قرر الحزب منحه مسؤولية دائرة المدية ثم عين تيموشنت وكان في تلك الفترة أحد الأعضاء الأكثر نشاطا ضمن اللجنة الثورية للوحدة والعمل عند إنشائها، وهكذا كان واحدا من ال22 الذين اجتمعوا بتاريخ 25 جوان 1954 وهو اجتماع كان رابح بيطاط من منظميه رفقة بن بولعيد، بن مهيدي، بوضياف وديدوش مراد.
وفي فاتح نوفمبر 1954 أشرف بصفته قائدا للمنطقة الرابعة على الهجوم الذي شن على ثكنة بيزو بالبليدة.وفي 11 جانفي 1955 تم القبض عليه وهو خارج من اجتماع رفقة كريم بلقاسم وعبان رمضان وبعد 17 يوما من الاستجواب بإقامة " لوفريدو" اعتقل بسجن بابا عروج ثم سجن الحراش قبل نقله إلى فرنسا.
وأثناء فترة اعتقاله لم ينقطع عن النضال إذ نظم العديد من الإضرابات بسجن " سان مالو" خلال شهر أوت 1958 ودام 30 يوما.
ورغم تواجده في السجن إلا أن إخوانه المجاهدين عينوه عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية كما عين في 18 سبتمبر 1958 وزيرا للدولة ضمن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.وفي 27 سبتمبر 1962 عين نائبا لرئيس أول حكومة جزائرية ومسؤولا للحزب وفي 10 ماي 1963 قدم استقالته من قيادة الحزب التي اتبعها في 16 ماي 1963 باستقالته من الحكومة.



زبير بوعجاج

ولد سنة 1925 ب" كلو-صالومبيي " المدنية, ينحدر من عائلة جد متواضعة.والده توفي وهو لم يتعدى 4 سنوات, في سنة 1942 إنخرط في حزب الشعب الجزائري. ناضل في صفوف أحباب البيان والحرية, شارك في مظاهرة أول ماي 1945 .انضم إلى اللجنة الثورية للوحدة والعمل, ثم أصبح عضوا في مجموعة ال22 في اوت1954 بالجزائر.كان يعمل كبائع لقطع الغيار في محل بالجزائر العاصمة.
شارك زبير بوعجاج في اندلاع الثورة التحريرية سنة 1954كرئيس قطاع مكلف بمراقبة خمسة أفواج بالجزائر العاصمة. حكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة, ثم أطلق سراحه بعد إتتفاقية إيفيان. وبعد الإستقلال أصبح نائبا في الجمعية الوطنية وعضوا في المجلس المركزي ومسؤولا في فيدرالية حزب جبهة التحرير الوطني.



المجاهد سعيد بوعلي

من مواليد قسنطينة ، انخرط في صفوف حزب الشعب الجزائري- حركة انتصار الحريات الديمقراطية في سنة 1945 حيث ناضل إلى غاية الإعلان عن تكوين المنظمة الخاصة التي انضم إليها. وبعد اكتشافها من قبل السلطات الاستعمارية في مارس1950 القي القبض على سعيد بوعلي وعذب عذابا شديدا ولكنه ثبت وصبر على التعذيب ولم يعترف بأي شيء كما يشهد له بذلك كل مناضلي قسنطينة. وقد تبنى في ما بعد طروحات اللجنة الثورية للوحدة والعمل خلال الأزمة الخطيرة التي عرفتها حركة انتصار الحريات الديمقراطية وذلك للتنصل من مواقف المركزيين. شارك بوعلي في اجتماع ال 22 الذي انعقد بمنزل إلياس دريش بالمدنية. و لظروف لا تزال مجهولة لم يشارك بوعلي في تفجير ثورة أول نوفمبر 54 ورغم ذلك تم إلقاء القبض عليه من طرف البوليس الفرنسي ليطلق سراحه في ما بعد. بعد ذلك التحق بالثورة وخاض غمارها إلى أن سقط شهيدا.




المجاهد بلحاج بوشعيب

بلحاج بوشعيب المدعو أحمد من مواليد 13 جويلية 1918 بعين تيموشنت. زاول دراسته بالمدرسة الأهلية وتحصل منها على شهادة التعليم الإبتدائي ، انخرط في صفوف حزب الشعب الجزائري ابتداء من سنة 1937 كالكثير من أبناء جيله حيث تشبع بالمبادىء الوطنية والقيم النضالية، وكغيره حفظ وردد نشيد " فداء الجزائر " الذي كان بمثابة النشيد الوطني. في سنة 1938 استدعي لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية في الجيش الفرنسي فالتحق بالفيلق 137 للمشاة. وفي أوج الحرب العالمية الثانية وتحديدا في 1940 تم تحويل بوشعيب إلى الجبهة الغربية لتحرير هولندة من الغزو النازي.
وبعد إنشاء المنظمة السرية في فيفري 1947 اتصل به أحمد بن بلة قصد الإنضمام إلى هذا الجهاز الجديد. ونظرا لتشبعه بقيم الحزب ومبادئه وولائه له فقد انخرط في التنظيم دون تردد. وقد كلف بالوقوف على مدى تحضير واستعداد المنطقة التي كان مسؤولا عنها في نفس الوقت الذي أوكلت إليه مهمة استقبال الفارين من البوليس الفرنسي من مناضلي وأنصار حزب الشعب الجزائري وتدريبهم على السلاح تأهبا لمباشرة الكفاح المسلح. بعد الضائقة المالية التي عرفها الحزب غداة إنتخابات أفريل 1948 المزورة وعبء الحملة الإنتخابية كان حتميا تدبير المال لتغطية هذا العجز ولذلك تم التفكير في السطو على مركز بريد وهران. ولتنفيذ هذه العملية كلف بوشعيب بالتنقل إلى وهران وترصد ومراقبة الحركة حول المركز المذكور بأمر من أحمد بن بلة. وقد دامت مهمة المراقبة شهرا كاملا ورغم كل التحضيرات فشلت العملية وذلك في أفريل 1949. لكن هذا الفشل كان حافزا لمحاولة ثانية تم خلالها الإستحواذ على ما لا يقل عن ثلاثة ملايين فرنك فرنسي.
لما اكتشفت المنظمة الخاصة كان بوشعيب من ضمن العناصر التي جدت الشرطة الإستعمارية في البحث عنهم، وإثر وشاية اضطر للإنتقال إلى الجزائر العاصمة رفقة سويداني بوجمعة. وتم انشاءاللجنة الثورية للوحدة والعمل، لتوحيد الجهود من أجل القيام بعمل مسلح. شارك في الإجتماع المصيري الذي أصبح يعرف بمجموعة ال22 بالمدينة حيث التقى بأغلبية قادة المنظمة الخاصة. بعد فترة التقى بوشعيب مع ديدوش مراد وحسين لحول بأولاد يعيش (البليدة) وطلب من لحول إعطاءه أموال الحزب لكن هذا الأخير رفض ذلك مبررا موقفه بانتظار انفراج الأزمة التي كان يمر بها الحزب. هذا الرفض كان مؤشرا على ضرورة الإعتماد على النفس.
بعد فشل عملية الهجوم على ثكنة بيزو بالبليدة والتي كان الغرض منها سياسيا ودعائيا لإعطاء صورة الشمولية للثورة، استقر بالمتيجة لمدة قاربت السنة إلى حين إلقاء القبض عليه في 1955 حيث تنقل بين سجون البليدة، سركاجي ووهران. وفي هذه المعتقلات الرهيبة استمر بوشعيب في عمله النضالي دفاعا عن قضايا المساجين وقام بشن إضراب عن الطعام خلال سنة 1958.



المجاهد عبد الحفيظ بوصوف

ولد عبد الحفيظ بوصوف سنة 1926 بمدينة ميلة عمالة قسنطينة آنذاك وبها زاول دراسته، ابتداء من سنة 1943 انخرط في صفوف حزب الشعب الجزائري. وفي 1945 عمل لدى "طبيب الثياب" كعامل تجاري LIVREUR وهكذا ومع إنشاء المنظمة السرية L’OS في 1947 كان بوصوف أحد قيادييها مسؤولا عن دائرة سكيكدة ونشط كثيرا خلا ل هذه الفترة لتعبئة الجماهير وهيكلة المنظمة مما لفت الإنتباه إليه.
بعد اكتشاف المنظمة السرية في مارس 1950 جرى البحث حثيثا على عبد الحفيظ بوصوف فعاد لفترة قصيرة إلى ميلة قبل أن يعينه حركة انتصار الحريات الديمقراطية على رأسها بوهران سنة 1951 لمدة سنة أين نشط في تلمسان، الغزوات ووهران.
ساهم بوصوف مع صفوة من المناضلين في تشكيل اللجنة الثورية للوحدة والعمل في 1954 وترأس اجتماعها الأول السري في منزل المناضل لياس دريش بالمدنية. وقد أعقب هذا الإجتماع اللقاء التاريخي الذي ضم نخبة من المناضلين السابقين في المنظمة السرية ضمن ما أصبح يعرف باجتماع مجموعة ال 22 ومن بين أعضائها عبد الحفيظ بوصوف الذي عين بالمنطقة الخامسة ( وهران )، وبعد استشهاد بن عبد المالك، في 5 نوفمبر 54 أصبح نائبا لابن مهيدي قائد المنطقة الخامسة.
وبعد انعقاد مؤتمر الصومام رقي بوصوف إلى قائد الولاية الخامسة برتبة عقيد. عند استلم هذه الولاية في وضعية تنظيمية لا تحسد عليها فعمل على تنظيمها من جديد حسب مقتضيات المرحلة النضالية واقام أنظمة وشبكات للإشارة والاستعلامات لجمع كل ما يمكن من الجيش الفرنسي.
وفي نهاية نفس السنة أي في 16 ديسمبر 56 انشأ بوصوف بمعية بعض المناضلين إذاعة صوت الجزائر الحرة المكافحة وذلك بوسائل وإمكانيات الاتصالات اللاسلكية، كانت هذه الإذاعة تبث برامجها باللغة العربية، القبائلية والفرنسية.
في شهر سبتمبر 1957 عين عبد الحفيظ بوصوف عضوا في لجنة التنسيق و التنفيذ مما سيمكنه من تعميم تجربة التنظيم بالولاية الخامسة على المستوى الوطني، وفي إطار هذه اللجنة كلف بوصوف بمسؤولية الإتصالات العامة والمواصلات، وفي هذا الشأن اهتم أساسا بالمواصلات اللاسلكية حيث أصبحت الشبكة تغطي كل التراب الوطني وحتى بعض هياكل جبهة التحرير الوطني المتواجدة في الخارج مثل الرباط، تونس، القاهرة وغيرها وذلك في سنة 1957.
ونظرا لحاجة الثورة الدائمة للأسلحة والذخيرة وضمن نظرته الإستراتيجية الشاملة قامت مصالح عبد الحفيظ بوصوف بتصنيع مدافع الهاون، البنادق الرشاشة، القنابل والأسلحة الحريبة الأخرى.
وتحسبا لإمتداد الثورة لسنوات طويلة ونظرا لتضييق الخنادق على الثورة من خلال خطي شال وموريس أرسل بوصوف في 1961 دفعة من ثمانية (8) طيارين للتخصص في نقل الأسلحة بواسطة الهيليوكبتر وفي مارس 1962 كان هذا الفريق جاهزا بالمغرب كما تم استقدام أربع طوافات كقطع غيار إلى المغرب وتم تركيبها هناك. وقد كان بوصوف وراء تكوين عدة دفعات من ضبط الطيران الحربي تكونت علميا وتطبيقيا في أشهر الكليات الحربية في كل من العراق، الصين، الإتحاد السوفياتي وغيره من الدول الشقيقة والصديقة. توفي في 31 ديسمبر 1980



المجاهد حباشي عبد السلام

ولد في 2 سبتمبر 1925 في عين مليلة، وسجن في قسنطينة سنة 1944 لمشاركته في مظاهرة وطنية. عند إطلاق سراحه عاد إلى نشاطه وأصبح عضوا في المنظمة السرية وعضوا في اجتماع ال 22 التاريخي، تحضيرا لاندلاع ثورة أول نوفمبر 1954، إلتحق بجبهة التحرير الوطني، وألقي عليه القبض سنة 1955 حيث عذب عدة أيام ونقل بعدها من سجنه إلى تيزي وزو ثم إلى سركاجي ثم البرواقية ثم الحراش وبعدها تم ترحيله إلى فرنسا.
في سنة 1962 أطلق سراحه



المجاهدعبد القادر العمودي.

ولد عبد القادر العمودي خلال سنة 1925 بوادي سوف وبها نشأ وترعرع وتلقى تعليمه الأول حيث بدأ بتعلم القرآن الكريم بالجامع ( الكتاب). بعدها التحق العمودي بالمدرسة الإبتدائية الوحيدة بالوادي والتي كانت لا تضم إلا ثلاثة أقسام، وبها زاول مشواره التعليمي إلى غاية الحصول على الشهادة الإبتدائية خلال الموسم الدراسي 1937-1938 ،بعد ذلك إنتقل إلى مدينة بسكرة لمواصلة التحصيل العلمي وكان زميله في نفس القسم محمد العربي بن مهيدي.
. تكونت وأول خلية للحزب بالوادي في أواخر 43 وكانت تضم أساسا: عبد القادر العمودي،
تمخض عن مؤتمر سنة 1947 عن تكوين المنظمة السرية L’OS التي تعبر تطورا عاديا لسير الأمور ومرحلة تحضيرية حتمية للثورة، وكان عبد القادر العمودي أحد مسؤولي المنظمة بقسنطينة
وقد تكفلت المنظمة السرية بشراء الأسلحة بأموال الحزب، شراء نوعين من الأسلحة:
- شراء سلاح لتدريب المناضلين.
- شراء سلاح احتياطي لإنطلاق الثورة.
لم يكن عبد القادر العمودي مطلوبا من قبل السلطات الإستعمارية فقد أمكنه التنقل والتحرك بحرية كلما استدعت الضرورة ذلك، مثلما هو الحال عندما أشرف العمودي على ترتيب زيارتين قام بهما العربي بن مهيدي إلى أهله في الفترة الممتدة من 1950 إلى 1954 . وخلال هذه الفترة تعددت نشاطات العمودي وتنقله بين الجزائر، بسكرة، سطيف وغيرها من مناطق الوطن لربط الإتصال. وعن التحضير للثورة يقول هذا الأخير: " … عند التحضير للثورة تقرر أن يكون أكبر عدد ممكن من مناضلي المنظمة السرية القادرين على اتخاذ القرار حاضرين وأن يكونوا ممثلين لمناطق التراب الوطني قدر الإمكان لإعطاء البعد الوطني والصدى الواسع للثورة، وهذا هو الهدف الذي كنا نسعى إليه وحققناه."
وبعد انطلاق الثورة اعتقل عبد القادر العمودي ولكنها كانت اعتقالات احتياطية فقط لأنه تم إطلاق سراح هؤلاء بعد يومين.ثم ألقي القبض مرة أخرى على العمودي واستنطق لعدة أيام بمركز الشرطة ببسكرة تحت التعذيب ثم حول إلى باتنة وهناك استنطق وعذب مرة ثانية وبعدها أطلق سراحه. اثر ذلك عاد العمودي إلى بسكرة وعاود الإتصال بحميدة بن ديحة أحد مسؤولي المنظمة السرية وعبد الحميد رمضانة وغيرهم من المناضلين وكونوا خلية للنشاط وتحريك الشعب ودفعه للثورة حتى لا تنطفئ شعلتها. وبعد تفجير الثورة بثلاثة أو أربعة أشهر التقى العمودي أحمد بن عبد الرزاق ( سي الحواس ) ببسكرة وعلم منه أن مصطفى بن بولعيد كلفه بالتوجه إلى العاصمة لمحاولة ربط الاتصال والتنسيق وإيجاد طريقة لتزويد الأوراس بالإعانات.
وفي العاصمة ( القصبة السفلى ) ألقي القبض على العمودي وبعد الاستنطاق والتعذيب أودع سجن سركاجي. وفي سنة 1956 تمت محاكمته وأطلق سراحه، وبعد خروجه من السجن اتصل بجماعة الولاية السادسة حيث حضر أحد الضباط التابعين لسي الحواس هو نورالدين مناني الذي اتصل بالعمودي وهذا الأخير ربط له الإتصال بمحمد العربي بن مهيدي من أجل توضيح مهام الولاية السادسة الجديدة.
واصل نشاطه على هذا المنوال إلى غاية وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962 حيث شاهد الأعلام الوطنية ترفرف على شرفات وأزقة الجزائر وعاش أفراح الشعب الجزائري باسترجاع السيادة الوطنية.



المجاهد محمد مشاطي.

من مواليد 4 مارس 1921 بقسنطينة وسط عائلة فقيرة، ". عندما بلغ الثامنة من عمره توفي أبوه فتكفلت والدته بتنشئته، فأرسل إلى المدرسة القرآنية ثم المدرسة الإبتدائية لكنه طرد من هذه الأخيرة في 1935 وذلك بسنة قبل بلوغ مستوى الشهادة الإبتدائية لتجاوزه السن القانوني. إلتحق بمدرسة للتكوين المهني حيث تعلم النقش على النحاس وبعض الحرف ثم دخل مدرسة أخرى لتعلم "الإحكام" AJUSTAGE إلى غاية 1938 حيث وجد نفسه في الشارع عرضة لكل الإنزلاقات خاصة في غياب رعاية الوالدين. وهكذا حاول الإنخراط في البحرية لكنه رفض لعدم بلوغه 18 سنة بينما قبل ضمن الرماة.
إستقال من الجيش الفرنسي. وفي هذه الأثناء كان قد انخرط ضمن خلية لحزب الشعب الجزائري السري.
ثم جاء قرار تكوين المنظمة السرية في 1947 . وقد أختير مشاطي طبقا لخبرته العسكرية وإيمانه بالقضية وارتقى سريعا درجات المسؤولية ليصبح قائد فصيلة SECTION .
وبعد إكتشاف المنظمة السرية في مارس 1950 بقي مشاطي في العاصمة حيث آوته رفقة سويداني بوجمعة عائلة الإخوة "قويقح" ببودواو والتي كانت تملك مزرعة صغيرة ملاصقة لمزرعة رئيس بلدية بودواو..
في أواخر سبتمبر 1954 هاجر مشاطي إلى فرنسا واستقر في مدينة ليون حيث دخل إلى المستشفى للعلاج، وهناك زارته الشرطة لإلقاء القبض عليه لكنه كان مريضا جدا. وبعد خروجه من المستشفى إتصل به عبد الرحمان قراس ليناضل في جنوب فرنسا. وقد تمت هيكلة جبهة التحرير الوطني بفرنسا ،تم إلقاء القبض على مشاطي في أوت 1956 وأحمد دوم في نوفمبر من نفس السنة لتحل محلها فيدرالية ثانية عرفت نفس المصير بعد شهرين من تنصيبها. ولم تتم محاكمة هؤلاء الإثنين (مشاطي ودوم) لأن أسماءهما وجدت ضمن وثائق أحمد بن بلة بعد إختطاف الطائرة في 22 أكتوبر 1956 وقد صرح مشاطي ودوم لقاضي التحقيق العسكري بأنهما لا يعترفان بالعدالة الفرنسية. وفي السجن واصلا نضالهما السياسي إلى غاية إعلان وقف إطلاق النار.



الشهيد ملاح سليمان

من مواليد قسنطينة انخرط في صفوف حزب الشعب حركة انتصار الحريات الديمقراطية في اواخر الاربعينات.انضم إلى المنظمة السرية بعد تكوينها .وعندما تم اكتشافها وتفكيكها القي عليه القبض من طرف السلطات الاستعمارية وتعرض لتعذيب جهنمي ولكنه وبشهادة مناضلي قسنطينة ثبت على مواقفه ولم يعترف بأي شيء. وقد شارك في الاجتماع التاريخي لمجموعة الاثنين والعشرين. وبعد اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر التحق بصفوفها وخاض غمارها إلى أن استشهد.




المجاهد محمد مرزوقي

من مواليد 04-11-1927 بقصر البخاري ولاية المدية تلقى فيها قسطا من التعليم، ليعود بعدها إلى العاصمة حيث واصل دراسته الإبتدائية بنهج قامبيطة (سور الستارة) إلى أن تحصل على الشهادة الإبتدائية التي تفتح أمام صاحبها العمل بالإدارة بدل الأشغال اليدوية. بعد ذلك دخل مرزوقي مسابقة الإنتساب إلى الثانوية التقنية بالعناصر والتي درس بها إلى غاية 1942 ، انقطع عن الدراسة ليلتحق في السنة الموالية 1943 بعالم التشغيل في الإدارة الفرنسية بالمديرية العامة للبريد والمواصلات لدى الحكومة العامة.
في 1944 انتمى مرزوقي للحركة الوطنية ضمن صفوف حزب الشعب الجزائري ببلكور وفي نفس السنة أصبح مسؤول فوج، شارك محمد مرزوقي فى مظاهرات ماي 45 التي انطلقت من نقطتين ساحة الشهداء والقصبة للإلتقاء عند مدخل نهج بن مهيدي من ناحية دبيح الشريف والتوجه نحو البريد المركزي وهناك وقعت حوادث دامية سقط إثرها أربعة شهداء برصاص الشرطة الفرنسية.
انضم مرزوقي الى المنظمة السرية ، وعند اكتشافها في مارس 1950 اتصل مسؤول التنظيم التومي بمحمد مرزوقي ليلا وأعلمه بذلك
في 1951 تعرف محمد مرزوقي على ديدوش بواسطة الزبير بوعجاج وقد أثر هؤلاء على مرزوقي ليعود مرة ثانية للعمل السياسي وتم تكليفه بمسؤولية فرع الشباب ببلكور، بعد ذلك بفترة أعيد إحياء التنظيم العسكري ولكن بعدد قليل من المناضلين وبصرامة أكبر حيث يتم معاقبة وتأديب المناضلين الخارجين عن الطريق السوي.
بعد عدة اتصالات ومشاورات أنشئت اللجنة الثورية للوحدة والعمل والتي كان من بين أعضائها مرزوقي ولم يكن الهدف منها إنشاء حزب جديد وإنما التوحيد بين المناضلين
كان مرزوقي يعرف مناضلا في فرع الشباب يؤدي الخدمة العسكرية في ثكنة بالبليدة وهو محل ثقة فسأله عن كيفية الدخول إلى الثكنة لأخذ بعض الأسلحة، وقد زاره مرزوقي في الثكنة ولكنه منع من الدخول. ولهذا تقرر أن يلتقيا في منزل ذلك الشباب كلما أخذ إجازة وشرعا في رسم مخطط الثكنة وأماكن نوم العساكر ومخزن الأسلحة وغير ذلك. وقد تطلب منهما ذلك العمل مدة شهر كامل، كما أحضر ذلك المناضل كل أماكن تواجد مخازن البارود بالمتيجة، لأن مرزوقي كان يريد أن ينفذ عملية الهجوم ليلة أول نوفمبر على هذه الثكنة لكن ديدوش مراد ارتأى أن يقوم بها سويداني بوجمعة. وهكذا التقى هذا الأخير مع مرزوقي الذي سلمه قفة تضم كل أوراق المخطط بالإضافة إلى مسدس.
وبعد حوالي شهرين من انطلاق الثورة تم إلقاء القبض على العديد من مفجري الثورة ومنهم محمد مرزوقي، وبعد الإستنطاق تحت التعذيب الشديد حكم عليه بالسجن إلى غاية الإستقلال حيث تنقل بين سجون سركاجي (17 شهرا) الحراش، لامبيز (حوالي أربع سنوات)، وبعد ظهور المنظمة المسلحة السرية نقل مرزوقي إلى سجون فرنسا (ماتس، لابومين، ديجون وغيرها) حتى تم إطلاق سراحه بعد وقف إطلاق النار حيث تفرغ للعمل المدني.


المجاهد الياس دريش
من مواليد المدنية، ناضل في صفوف حزب الشعب الجزائري ثم حركة انتصار الحريات الديمقراطية.و كان من المناضلين النشيطين و الثقاة على مستوى العاصمة ولهذا اختير منزله بالمدنية ليحتضن الاجتماع التاريخي لمجموعة الاثنين و العشرين. وعكس ما تذهب اليه بعض المراجع من ان دوره اقتصر على تأمين المكان والأكل فإنه من غير العقلاني ان تجتمع صفوة المناضلين على المستوى الوطني عنده لو لم يكن دريش من المناضلين المؤمنين بالثورة المسلحة وبالتالي فقد ساهم في هذا الاجتماع كغيره من الحاضرين.